شبكات الإنفصال الإجتماعى بقم ا.هبة شومان

من فتره مش بعيدة يعنى حوالى خمسين سنه قبل ظهور الفيسبوك والواتس آب والانستغرام وتويتر وغيره وغيره كان كل بيوتنا فيها ريحة حلوة وطعم جميل ريحة اللمة الحلوة وطعم الضحكة اللى كانت بتجمعنا كان كل البيوت حاسة ببعضها كان فى حاجة إسمها جيران بيطمنوا على
بعض كان فى حاجة إسمها قرايب بيزورا بعض كل فترة. فى الأعياد تلاقى البيوت كلها مفتوحة كان الناس بتزور بعضها بإستمرار كانت الناس بتتجمع فى الأفراح والأحزان كل واحد فينا بيخاف على التانى بيعرف أخبار أخوة ويطمن على أختة بيسأل على أبوه ويبوس إيد أمه كان فى ميعاد للغداء أول لما بابا يرجع من الشغل نتجمع كلنا وكان كل واحد فينا يقعد يحكى اللى حصلة فى يومة على ترابيزة السفرة ولكن مع ظهور الكارثة اللى أسمها (الموبايل) بكل ما تحتوية الكلمة من معانى و(شبكات الإنفصال الإجتماعى) بدأت الاسرة تتفكك واحدة واحدة بقى كل واحد ليه العالم بتاعة الخاص بية بقى بينفصل عن كل المحيطين بية .بقى كل واحد بيقابل أخوة بالصدفه أو يبعتلة رسالة على الفيس بوك أو الواتس آب ده غير علاقات كتير اوى إنتهت سواء صداقة أو زواج أو حب أو خطوبة بسبب رسالة إتبعتت غلط وعلاقات تانية محرمة دمرت بيوت وخربتها دلوقتى فى زمانا ده تلاقى الموبايل فى إيد كل الأطفال اللى متعداش عمرها 2 سنتين ونلاقى مامته بتقولك انا بخلص من زنة وعياطة طول اليوم وبشوف اللى ورايا وفجأة تكتشف الكارثه إبنها بقى عنده مشكلة فى النطق بعد ما بقى كان بيتكلم كويس وبقى انطوائى ومش عايز يكون علاقات إجتماعية وبقى بيستمتع إنه معاه تليفونة وبيلعب ألعاب غريبة وبيتفرج على فيديوهات بيكتسب منها معلومات مغلوطة وألفاظ صعبة وبقى مش عايز غير التليفون فى إيده 24 ساعه ولو فكرت تاخد منه التليفون يصرخ ويعيط ويخبط رأسه فى الأرض كنوع من أنواع الاعتراض على تصرفك معاه ومش هو بس ده حتى الشاب اللى بقى فى سن المراهقة بقى يستغنى عن أى حاجه عنده إلا تليفونه وتلاقيه بيدخل على مواقع إباحية وبيشوف صور غير محترمه بالمره طيب والحل إيه ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ أولاً لو هنبعد الموبايل عن إيد أطفالنا يبقى بالتدريج زى الراجل الكبير اللى بيبطل تدخين مينفعش نسحب منه التليفون مره واحده ولازم نعوضة بحاجة بديلة يعنى لعبة الهدف منها تنمية ذكائه وتنمية مهاراته نحكيله قصة الهدف منها تعديل سلوكه المهم أن مناخدش الموبايل ونسيب عنده وقت فراغ طيب والمراهق اللى مش بيعجبه حاجه نهائي ومش هيسمع كلامى اصلاً ده ممكن أخليه يشترك فى رياضة زى (السباحة ، كرة القدم، الكاراتيه.، الكونغفو، المصارعة) ألعاب كتيرة بيفضلها أو أى نشاط تانى ممكن أشتغل على تنمية موهبة عنده زى مثلا (كتابة الشعر أو القصة القصيرة أو تأليف الاغانى) أو يلعب موسيقى على آلة معينه زى (البيانو أو الجيتار أو العود أو الكمانجا ) المهم يكون حاجة هو هيكون مبدع فيها بالتدريج هو هيبعد عن الموبايل وحتى لو مسكة هنلاقيه بيبحث عن مقطع موسيقى أو أبيات من الشعر حاجات ليها علاقة بالمجال اللى أنا زرعتة فيه ببساطة انا غيرت برمجتة اللغوية العصبية وطريقه تفكرية و وجهتها للحاجة اللى انا عايزاها بس بطريقه غير مباشره إفتكرو دايما أن أولادنا أمانه وهنسأل عليها من رب العباد لازم نتعب ونستحمل لو إشتغلنا على أولادنا صح هنلاقي نتيجه مبهرة ولادنا خامة كويسة هما محتاجين اللى يسمعهم ويطبطب عليهم مش نقسو عليهم بحجة أننا بنربيهم التربية عمرها ما كانت بالضرب والقسوة إرجعوا أحضنوا أولادكم شجعوهم سمعوهم أحسن كلام وأحلى الألقاب اللى يحبوا يسمعوها منكم متخليش إبنك أو بنتك عطشان إنه يسمع كلمة تشجيع منك ويروح يسمعها من حد غريب لازم نحاول نرجع اللمه الحلوة اللى فى كل بيت وطعم الضحكه اللى راحت مفيش مشكلة أن كل واحد يقعد على تليفونه بعض من الوقت لكن مش طول الوقت مش بيسيبه احنا بنخسر كتير اوى من بعدنا عن أهلنا . دمتم فى أحسن حال أخصائية الصحة النفسية /هبه شومان