زهرة في ريعان شبابها، تفتح الدنيا ذراعيها لتحضن أحلامها، يكسوها الجمال، ينتظرها مستقبل باهر، و فجأة ينهار كل هذا و ينطفئ نور الأمل و يسبح مع النيل، و ترحل الزهرة عن الحياة في ثوبها الأبيض و تغيب
ابتسامتها الساحرة بين لماذا؟ كيف أنهت حياتها في لحظة؟ كيف هان عليها شبابها و ما ينتظرها من آمال؟ الإجابة بكل وضوح إنه القاتل الصامت، إنه حديثك مع ذاتك، إنها الصورة الذاتية التي لا يراها إلا أنت، أنت وحدك مَنْ تستطيع تفسيرها إذا كنت تقابلها أم لا، عندما تصبح الحياة و الآمال بلا معنى فلا ترى جمالك و لا منصبك و لا ما ينتظرك من مستقبل ترى نفسك كهل مقيد و مُكبل اليدين، لقد سقطت في عينيها الحياة فأصبحت جسد يمشي دون روح، لذلك انتبه أيها الإنسان من حديثك مع ذاتك و من طريقة تفكيرك فهذان باستطاعتهما أن يكونا مصدر سعادتك أو تعاستك و شقاءك، فما تفكر فيه تجذبه لك بقانون الجذب الكوني، فتفائل بالخير دائما و أعلم أن ما تعتقد إنه شر هو في باطنه خير كثير، فلابد من كل أم تزرع الثقة و التقدير الذاتي في نفوس أبنائها حتى لا ينهار في لحظة ضعف، تعلمه أنه أغلى مخلوق عند الله تشعره بالحب و تقبل ذاته حتى يقوى على لعب الدنيا معه حين تظهر الوجه الآخر لها، فيا أيها الشباب أنتم نور الحياة فلا تجعلوها مظلمة بغيابكم عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق