اخر الاخبار

اكثر المقالات قراءة هذا الاسبوع

share

اعلان ممول

اعلان ممول

جريدة ألماس الشرق _كتف قانوني _بقلَم /محمد عبد القادر




كتف قانوني (مقال)
منذ أن كنت صغيرا وحتى قبل أن أمارس لعبة كرة القدم ،  كنت دائما ما أسمع ذلك المصطلح " كتف قانوني " دون أن أدري ما معناه، ومع الوقت ومن خلال ممارستي اللعبة علمت أنه ذلك الكتف الذي تصدم به خصمك بقوة شديدة قد تطيح به وتوقعه أرضا وربما قد تسبب له إصابة شديدة إلا أن قانون اللعبة لايعاقبك عليه بل يعتبره عملا مشروعا تماما، ذلك أنك متساو معه في الفرص ولكنك قد إستخدمت أدواتك بصورة أفضل . وهذا بالضبط  ما لمسناه في شهر رمضان هذا العام في سجال الدراما على شاشات التليفزيون،والتي كانت تفتح ذراعيها كل عام للمسلسلات الهابطة والتي غالبا ما تحكي قصص ساقطة وتفاصيل أكثر إنحلالا وتحوي مشاهد الجنس والعري والخيانة بكل أشكالها والتي كادت تكون مفروضة فرضا على عباد الله الذين صاموا إبتغاء مرضاته وما أن ينطلق مدفع الإفطار حتى ترى كل الموبقات تمارس على سائر القنوات، فإذا بك تتناول إفطارك بعد صوم إبتغاء مرضات الله بينما تعصي رب العالمين بعينيك ، ولا حيلة لك في ذلك فكل الشاشات تعرض نفس النمط.
وإذا بالأمر يتغير هذا العام ، وإذا بمجموعة من الأعمال الدرامية الوطنية عالية الرقي تكتسح المشهد ، وتقفز إلى عين وقلب وعقل المشاهد وتوقظ فيه ما ظننا أنه ربما قد مات من روح العزة والوطنية وحب الوطن والشعور بالمسئولية والفخر، فتحولت مؤشرات القنوات بجميع المنازل المصرية في الفترة المواكبة للإفطار وبعده إلى تلك الملاحم البطولية التي تم تصويرها وإخراجها وإنتقاء أبطالها بمنتهى الدقة والحرفية والموضوعية، لاسيما وقد تم تدعيمها بمشاهد حقيقية سبق تصويرها. فأعادت للأذهان قصة الشهيد البطل / محمد مبروك. وبطولات رجال الأمن الوطني...هؤلاء الجنود المجهولون حماة الوطن من خلف الستار في صمت وسكون، فأشعلت من جديد روحا جديدة لاسيما بين شباب هذه الأمة المتعطش لسماع ومشاهدة قصص بطولة آبائه وإخوته كي يجد ما يفخر به. وهاقد وجد.
هنا تنحت الدراما الساقطة جانبا عن المشهد بعد أن نالت بكل قوة " كتف قانوني". وأغلب ظني انها في السنوات القادمة سوف تحصل على الكارت الأحمر.فمع شعب أفاق بعد غيبوبة لن يصح إلا الصحيح.


هناك تعليقان (2):

...

...