اخر الاخبار

اكثر المقالات قراءة هذا الاسبوع

share

اعلان ممول

اعلان ممول

جريدة ألماس الشرق _ حرف ثائر _ بقلم د / سلوي سليمان


                                حرف ثائر ....

جلس كعادته على كرسية المفضل، في ذلك المكان الجانبي من المقهى الذي يطل على شاطئ البحر ، مرتديا معطفه أسود اللون الذي تظهر عليه علامات الزمن ،وكوفية صوف بَهت لونها، وقبعة من الفرو ذات لون بني، ونظارته السوداء، وفي يده

عصاه التي يتوكأ عليها ،متوجها بقامة منحنية صوب البحر متأملا ، ساكنا ، صامتا،صاغيا بأذنية إلى صوت الأمواج وهى تتابع واحدة تلو الأخرى محدثة سمفونية ساحرة ، فقط يحتسي قهوته على مهل، لانها ملاذة الذي يغير مذاق يومه وعطب حياته ، كنت أراقب نظرات عينيه على ولع تلك التي لم تستقر في مكان ، بل كانت تجول في كل ركن، وكأنه يبحث عن شئ عله يلمحه شوقا ورغبة .

كان شارد الذهن يتواجد بجسده فقط إلا أن عقله ذهب، وجال في أجواء، وأماكن، ومع اشخاص، وأحداث ليست في حيز مكانه، وزمانه يتحدث مع نفسه في صمت حالك :

إلى متى سيظل ذلك الضجيج الصاخب بداخلي ، والذي يصل مداه إلى أبعد ما يكون ربما كان كافيا لاقتلاع روحي، وانتحار نبضاتي ، فليس أقل وطأة من الانكسار .

يمر الوقت وأجدني اقترب من الهاوية وأخسر أشياء كثيرة في كل فترة أمر بها في حياتي .

وأتساءل إلى متى سأظل أصارع الحياة بمفردي ، إلى متى سيستمر روتين أصنعه بنفسي ، رغما أننى حين الرجوع إلى جدران منزلي أتجول بين كتاب وآخر وأشعر بمتعة التصفح لسطورة وصفحاته؛ لكنني ارسو على مرفأ وحدتي القاتلة، والتي بالكاد تؤلمني وتصيبني باكتئاب بات يدمرني ، وتمر بي ساعات اضطرارية احملق في الحوائط بلا هدف وكأن جمودا فكريا أصابني ، فلا طعم لحياة بعد فراق من نحب .

واعاود التساؤل لنفسي، هل هناك مجال، هل أمامي متنفس لأنجو من حياة كالمقبرة تضيق على يوما بعد يوم ، وتمر فيها الساعات ،كأنها ايام فما قيمة القلب الذي يعيش حياة تنبض بالمعاناة ...

لماذا لا يكون هناك وقفة لأغير نظرتي للأشياء والأشخاص، ومجمل الكون؛ فأرى الجمال وأنفر القبح نعم سأعيش على أمل، وبالأمل سيزهر عالمي يوما فابدااااا ...لن استمر في حياة تقودني إلى الهلاك والآلام والحرمان ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

...

...