الكرسي القلاب و احبوووش ..

مقال تهكمي ساخر بقلم صموئيل نبيل

 لا أكره شي في حياتي أكثر من (الأرز البايت ) و الشخص الذي يعطي حكم و مواعظ لا يمكن هو نفسه أن ينفذها .. 
 مرتدياً هو رداء الحكماء و قبعة الفلاسفة - مخرجا صوت (محمود ياسين) من حنجرته وهو يقول أحكامه الخالدة من نوعية ( ابعد عن كرسي الميكروباص القلاب) ***
مستشعرا انا بخطورة كلماته العميقة و نبراته المهددة.. أجد نفسي مدفوعا بأن اتسائل :هوه فيه حد بيختار مكانه في الميكروباص ؟ و اعملها ازاي دي؟ إلا اذا قرروا يوما دخول الميكروباص من فتحة السقف و انزل انا ببراشوت من فوق كده زي الاخ جيمس بوند و أنا لابس البدله "السموكن" أو ادخل من الشباك زي الأخ ( جاكي شان) .. 
و لأن الشتيمة واقفه في سقف حلقي. أجد نفسي متخيلا موقفى الساعه خمسه الا ربع فجرا في عز برد الشتاء و أنا واقف علي الدائري رايح الشغل مستني ميكروباص صاحبه قرر يتعطف علي و يجي ياخذني بدل ما يحولني البرد " ل مشرحة زينهم" ..
 مُتخيلا أنني امتلك رفاهية رفض الميكروباص على غرار (ايتن عامر) وهي تقول ( احبووووش) و أستشعر بالدفء و انا اتخيلها في وضعية صبي الميكانيكي اللي نازل تحت العربيه يغير زيت الفرامل ..
 اركب الميكروباص مستعيذا بالله من صوت السواق المكبوس برائحة البصل وهو يقول( الأجرة ناقصه واحد يا بهوات) … 
ارجع و أتخيل (ايتن) و قد أنتهت من تغير الزيت و بتشيك علي العفشة و بتتاكد من قوة طرمبة ضخ الزيت 😜.!!!!
 عندها أشعر بسن مسمار مغروز في عمودي الفقري اتاريها رُكبه اللي ورايا لأن الكرسي القلاب اللي انا قاعد عليه مالهوش ظهر بعدما "لبس" السواق في مطب ارتفاعه يكفي ل إسقاط طائرة فانتوم حربيه. 😢😢..... .... .. 
أنزل من ميكروباص (خيالي) ناظرا ل ( فيلسوف زمانه) و اقوله بصوت "بدريه طلبة" ( ياريتها جابت دكر بط احسن) 😁 ......... 
 صديقي القارئ .. قبل أن تقول نصيحة تَأكد أن الشخص قادر على تنفيذها و ان حياته بها من الرفاهية التي تسمح له بأن يختار ما تظنه أنت انها الحكمة.. 
 في بدايه سنه جديده تذكر أن كلنا مُجبرين علي الحياه. مطحونين فيها بغير إرادتنا..
 فكن أنت رحيما بالآخرين. رحيما بالقول اللين قبل الفعل ..
 رحيماً بمن اضطرته الظروف بأن يقف فجرا علي الدائرى أو المحور في عز البرد لأجل جنيهات قليلة لا تمكنه حتي من أن يحلم بكلمه 
( احبوش)    احتمل الآخرين اللهي ما ( تأكل ) رز بايت ابدا "