من المعروف انه لا يوجد شيء كامل فكل شيء في حياتنا له ميزة وله عيب، ومن ميزات هذه الوسائل انها تجعلنا نتواصل بطريقة مباشرة او بطريقة غير مباشرة مع اشخاص من جميع الفئات ومن جميع انحاء بلاد
العالم، اشخاص بيننا وبينهم مسافات قليلة كانت ام بعيدة تربطنا بهم كلمات من وراء الشاشة وتجذبنا اليهم عباراتهم. اشخاص لم نعرفهم من قبل مختلفين عنا في اشياء كثيرة سواء في الدين او الجنسية او الثقافة وعلي الرغم من هذا الاختلاف الا اننا نتخطي هذه الاختلافات ونتواصل معهم ونتبادل الاراء والنقاشات ووجهات النظر في جميع المجالات وقضايا المجتمع بل وايضا يصل بنا اننا نتكلم معهم في امورنا ومشاكلنا الشخصية. فأصبحنا نعتاد علي هذه الوسائل اذا لم نكن قد ادمناها، فهي اصبحت تشكل جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فكلنا يهرب اليها وكان هذه الوسائل هي وسيلة للهروب من الواقع. وللاسف في الوقت الذي قربت هذه الوسائل بيننا وبين من هم غرباء عنا، فهي قد بعدت وفرقت بيننا وبين من هم اقرب الناس الينا.، فنلاحظ كثيرا انه اصبح لا يوجد مجلس سواء اسري او عائلي او مجلس اصدقاء الا والكل منشغل بهاتفه. فأصبحنا حين نمسك بالهاتف تفرغ فيه كل طاقاتنا ونتحدث عن كل ما يشغل بالنا وكل ما يؤلمنا لدرجة اننا ننسي من حولنا علي مقربة منا. وعندما نترك نكون قد اضعنا وقتا طويلا دون أن نشعر ثم نلزم الصمت مع من لهم الحق بل والأولوية في الحوار. نضحك كثيرا مع الغرباء وبعدها ينكمش الوجه حين نغلق الهاتف، وياتي الصمت ليدخل بيوتنا ويبعد بيننا المسافات اكثر واكثر. من المؤسف ان هذه الوسائل اصبحت وسائل تشتت اسري، فقد تسببت في تجاهلنا لبعضنا البعض، اصبحنا نجامل اصدقاء التواصل الاجتماعي ونبخل علي اقرب الناس الينا ولو بمجرد (ايموشن). باختصار اصبحنا نعطي الغرباء حق الاقرباء. فلابد من التواصل الاسري، لابد ان نقترب من بعضنا البعض وكل منا يهتم بسماع الاخر حتي لا نصبح غرباء تحت سقف واحد وحتي لا نندم بعد فوات الأوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق