الكثير منا يتذكر الفيلم الكوميدى الشهير للفنان أحمد مكى ( لا تراجع ولا استسلام) وقد كان محاربا يطارده فى عدة مشاهد باحثا عن أشيائه.. وانتهى الفيلم دون أن يعلم أحد من المشاهدين وربما المؤلف وجميع طاقم
العمل ما هى تلك الأشياء... وكلما تذكرت هذا المشهد.. كنت أردد باءبتسامة أين أشيائى... ولكن بلحظة توقفت مفكرا.. محدثا نفسى.. هل أشيائى تلك هى متعلقاتى الشخصية..أم تلك الأشياء التى نشتريها من وقت لأخر...وأيهما الأقرب لقلبى.. هل هى ذلك الهاتف الذى أكتب منه الأن.. أم تلك الساعة الثمينة التى اقتنيتها فى إحدى المناسبات.. وتهشم قلبى حينها عندما سقطت منى أرضا فتهشم زجاجها...وهنا ظللت أفكر متسائلا هل تلك الساعة كنت أمتلكها ام هى التى كانت تملكنى.. وذاك الهاتف الذى أحبه هل انا سيده والمتحكم به ام العكس..ومن هنا قادنى تفكيرى بكارثة حقيقية نعيشها الأن وهى امتلاك الأشياء لنا وتحولها من وسيلة إلى غاية ومن خادم إلى سيد.. وأن يختصر انسان نفسه فى منصبه متفاخرا بذلك.. أو بأشياء يمتلكها مثل سيارة فارهة او ملبس أنيق.. وأن يشتق هويته من أشياءه التى ظن انه يمتلكها وهى التى تتملكه مع الأسف.. ومن هنا ظهرت المولات والمحلات التجارية ذات التصميم الأنيق التى تأخذ بعقلك وأنت تمضى باحثا عن أشهر العلامات التجارية لتتفاخر بأنك تشترى من هناك وتتناول قهوتك فى تلك السلسلة المشهورة عالميا...ولست هنا ناقدا للشراء او داعيا الزهد فأنا أعانى مثلك عزيزى القارئ من ذاك الأمر.. وناصحا نفسى وإياك..من أن نتخلى عن هويتنا الكونية من روح وعقل وقلب وفكر ونختزلها فى منصب او ملبس.. وان يكون الفخر الحقيقى لإنجاز يفيد نفسك وغيرك.. وعملا يصنع سعادة لقلبك ولقلوب غيرك ورضا خالقك فالله جميل يحب الجمال ..وأمرنا بأن نكون بأجمل الصور ولكن دون أن يكون ذاك هدفنا الأسمى بل هى وسيلتنا لبلوغ أهدافنا التى خلقنا الله من أجلها فى عمارة تلك الأرض والتعاون لنشر المحبة والخير.. وبالنهاية.. فكر قليلا ما هى علاقتك بالأشياء.. ومن منكما المالك للأخر..المتحكم به... ان كنت انت فذاك عين الصواب.. وان كانت هى فاءذهب وابحث مع ذاك المحارب المطارد لحزلئوم وردد أين اشيائى؟؟....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق