الخائنة(ج/8)
.......................
عاد وائل إلى منزله بعدما قضى يوماً شاق فى العمل..؛
والأحضان،وكل لون من ألوان الترحيب المبالغ فيه..؛
وقد بادلها نفس الترحيب لكن عيناه لائجة داخل المنزل تبحث عن أولاده ولم يجد لهما أثر..؛
دخل مسرعاً إلى حجرتهما وجد ابنته تكتب واجبها المدرسي وكانت فى الصف الثالث الابتدائي،وأخيها الصغر لم يرتاد المدرسة بعد يلعب بجوارها..!
لكنه لاحظ شيء غريب تذكره وائل هذه اللحظة فقط ولم يعرف لماذا..؟
قبل موت أمهما كان إذا دخل المنزل يتسابقا أولاده مهرولين أيهما يسبق أخيه كى يفوز بعناق حار منه..!
هذا المشهد إختفى تماماً
فلم يعد يراه مماأحزنه..!
هنا دق جرس الشك بداخله أن هناك شيئا ما
ولابد أن يعرفه مهما كانت تكلفته..!
هويدا تنادي يا حبيبي هيا لتبدل ملابسك حتى أعد لك الطعام..!
ذهب وائل إلى حجرته،وبدل ملابسه ثم ذهب ليتناول طعام الغداء،وقد أتيا مدثر و رويدا وجلسا قبالته بلا إدنى حراك أو صوت أو هرجلة كما غيرهما من الأطفال ..!
وإذا باتصال هاتفي من والدته تخبره أنها قادمة لزيارته غداً..؛
رحب بها وائل ترحيباً حارا،وهو يقول فى نفسه أتى الفرج من الله،وأخبرها أنه سوف يطلب إجازة من العمل غداً استعداداً لقدومها..!
وأغلق الهاتف فرحا مسروراً..؛
وأثناء تلك المكالمة الهاتفية لاحظ وائل تهلل وجه أبنائه فرحا لقدوم جدتهما..!
إذن لصلاة المغرب انصرف وائل كعادته للصلاة بالمسجد،وبعدها يجلس لمراجعة اجزاء من القرآن فهو من حفظته،وغالبا ما يصلي برواد المسجد إماماً،وقد اشتهر،وذاع صيته بين الناس بعذوبة صوته الرنان الجميل..؛
وكان متمكنا من تلاوته،وصاحب خبرة ليست بقليلة فى علم المقامات الموسيقية الشرقية والتي يستخدمها فطاحل القراء فى مصر..!
وعرف عنه أنه يستطيع التلاوة بأكثر من مقام حتى أنه كان تارة يقراء
بصوت الشيخ محمود على البنا،وتارة أخرى بصوت صديق المنشاوى
وغيرهم من مشاهير القراء المصريين..!
وذلك كله من فضل الله عليه ثم أنه تعلم بالأزهر
الشريف مما جعل له بصمة خاصة بين أقرانه من قراء بلدته..!
عاد من المسجد مفعما بجرعة قرئانية جعلت معنوياته فى عنان السماء..؛
إنقضت تلك الليلة بحلوها ومرها حتى تصبح بقدوم والدته..
ملحوظة الفقرة قبل ألأخيرة مقتبسة من شخصية حقيقية..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق