جريدة الأسرة العربية - بساطة السعادة - بقلم سلافة علي

 لم أكن أؤمن بأن" السعادة قرار" ، كيف أشعر بالسعادة وأنا حزينة ؟
 لا أصدق أنني لو ابتسمت سينعكس ذلك على قلبي . قرأتُ الكثير من الكتب التي تتحدث عن السعادة ظننتُ أن أحداً سيعطيني مفتاح السعادة
ولكنني فهمت أن علي أن أبتكر طُرقي الخاصة وسعادتي الخاصة.

 تركت هذه الجملة بمعناها السطحيَّ وذهبت بنفسي لأبحث عن السعادة الضائعة، تلك السعادة التي يبحث عنها الجميع، وفي رحلتي فهمتُ أن حزني لن يزول، سيبقى في قلبي دائماً وسأصطحبه معي في طريقي للبحث عن السعادة؛ فكما قال الفيلسوف ستيف مارابولي( السعادة ليست غياب المشاكل بل القدرة على التعامل معها) وجدتُ أننا نخطأ في حق أنفسنا حين نُعَلِّق سعادتنا على أقدار لم تتحقق بعد، أو حين نلجأ لآخرين لكي نحقق سعادتنا. فالسعادة الفعلية تأتي من الداخل أولاً ،

وأنه لا بأس أن نشعر بالألم وأن نبكي لقليل من الوقت؛ فتلك السعادة المطلقة التي يظنها البعض غير واقعية! كما أننا نغفل عن الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة (كوب شاي وقت العصاري أو بفنجال قهوة على أنغام فيروز) . كل تفاصيل الحياة البسيطة ليست بسيطة كما تبدو...فالسعادة موجودة في كل شيء وفي كل مكان المهم أن نعرف كيف نستخرجها. وأننا يجب أن نحب أنفسنا وألَّا نُحملها ما لا تطيق، وأن نفهم أن السعادة عدوى فكما قال أجدادنا "جاور السعيد تسعد"

 وأن العطاء دون انتظار مقابل هو سر من أسرار السعادة؛ فكما قال الفيلسوف سومرست " نحن ننشأ وفي اعتقادنا أن السعادة في الأخذ ثم نكتشف أنها في العطاء" وأخيراً أن نتعلم معنى السعادة الحقيقي،حيث يعتقد كثيرون أن السعادة هي صوت ضحكات عالية والشعور بتلك النشوة التي نشعر بها عند التعرض لموقف مضحك ولكن شتان بين هذا وذاك؛ فالسعادة الحقيقة هي الوصول للسلام النفسي، والصفاء الروحي، ونقاء القلب ولا يتحقق هذا إلا عبر الشعور بالرضا التام، أن نرضى عن أنفسنا و عن أقدارنا و عن حياتنا بكل ما فيها من سعادة وشقاء ونجاح وإخفاق وأن نأخذ قرار السعادة ، لأن السعادة قرار.