قرقار
حملنا نعشه على أكتافنا، لم نشعر به، وجرينا به للمقابر، بل لم أرَ أخف منه، أحسستُ أن النعش يطير من على أكتافنا.
- الكثير من الناس كانوا مستغربين لهذا الحدث، وبعضهم يصيح من تحت النعش بصوته العالي، شهيد يا قرقار للجنة يا قرقار "عمرك ما طلعت العيبة."، طيب وقلبك أبيض وكان لسانك ينقط سكر.
صار يجري ونحن نجري معه حتى وصلنا للمقابر بسرعة فائقة، أحسستُ أن النعش يريد أن يسبقنا للقبر.
تخيلت أن كل شيء مهيأ لاستقباله، وجوه الناس مبتسمة، ويدعون له ويهللون ويكبرون ويسبحون، لم أرَ في حياتي جنازة مثل جنازته، مليئة بالروحانيات والرحمات؛ لأن قرقار كان رجلًا طيبًا، وذا خلق، لم يعب في أحد طوال حياته، فقير مسكين، كل الناس يحبونه ويشكرون فيه. هنيئًا له حسن الخلق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق