اخر الاخبار

اكثر المقالات قراءة هذا الاسبوع

share

اعلان ممول

اعلان ممول

جريدة الأسرة العربية _ العطاء تجارة رابحة _ بقلم د / سلوي سليمان

 

                          العطاء تجارة رابحة 

كانت تلك هى المره الخامسة التي يذهب فيها عبد الرحمن لمقابلة صاحب السوبر ماركت الذي يعمل فيه ليطالبه  على استحياء بمستحقاته المالية للمدة التي قضاها في العمل قبل ان يتركه بشهور سابقة ، وكان وهو في  طريقة تجول في

رأسه أفكار ومخاوف من لقاء صار مملا ،صامتا يفقد مذاق الرحمة والانسانية ، وبالفعل يخيب ظنه هذه المرة ايضا ويرجع دون جدوى لكنه ليس غاضبا، ليس مُعلقا على شئ ،فقط يرجع مبتسما ، متقبلا ما صار ،يجر اذيال الخيبة ، ليعاود  محاولته مجددا بعد مرور شهر مبتسما ، هادئا ،واثق بنفسه راض بما قسمه الله له ، بينما يقابله صاحب العمل كعادته بتوتر وضيق ، واخيرا يعطي له مستحقاته المالية ينقصها مبلغا على سبيل خسائر أو توالف، هنا انفتحت اساريره وضخت فيها معالم الحياة ،وبسعه صدره لم يبالي بالخصم، المهم انه تخلص من مأساة كل شهر . 

وتمر السنوات ويسافر عبد الرحمن  إلى إحدى دول الخليج ليرجع ومعه مبلغا كبيرا يبدأ به مشروعا وبالجهد والعمل والنية الصافية ينشأ مشروع ثاني وثالث و.. إلى ان أصبح لديه عدة مشاريع تدر له أموال كثيرة ومع هذا كان لا يرد سائل ولا يكسر خاطر فبيته كان مفتوحا للكل وازداد في الإنفاق على المحتاج وكل يوم يثبت بعطائة انه إنسان أصيل معطاء؛ فنال حب الناس الذين كانوا يألفونه، وينثرون في حضنه همومهم، ومشاكلهم التي يتدخل فيها بناء على رغبتهم ، وبالفعل يقوم بحلها ، ولأنه كان يسافر طويلا أسند إدارة مشروع صغير لشاب يعرفه -على سبيل  المساعدة - حيث كان لا يعمل وظروفه المادية متأزمة هنا بات هذا الشاب يحدوه ضوء خافت نستطيع ان ننعته بالأمل ،فبذل كل ما في وسعه كي ينجح ويربح مشروعه فكان يدير المشروع كأنه يمتلكه فهو أمانة في عنقه يجب ان يحفظها ،وعندما رجع خالد وجده يرتدي ثوب الامانه والإخلاص وتقدير الجميل ،فراجع معه الحسابات ليحدد قيمة الارباح التي زادت عن ما كان يتوقع نتيجه للتفاني في العمل والشفافية ، فقرر ان يقسم الأرباح مع هذا الشاب بل قرر ان يكون الربح مناصفة فيما بينهما  مدى الحياة دون أن يخبرا أحد بذلك .

ويمضي الزمن وتسجل أقلام الحق  يوميا شهادات الناس لهذا الرجل (عبد الرحمن) بالعطاء بلا حدود ومساعدة المحتاج ومساندة المظلوم ، فبالرغم  من أنه أصبح رجلا ثريا الا انه  كان متواضعا ، دمس الخلق  مع كل الناس فلم يتغير ، أو يتكبر،  بل ظل معتز بنفسه ، متواضعا ،  وأصبح فطن في التجارة ، والاقتصاد ، والبرصة ، وعلى المستوى الشخصي أعظم أب وأخ وزوج ، لا يترك باب خير إلا وطرقه ، ويتوارى بعيدا دون ان يلمحه احد حين التصدق  ومساعدة المحتاج  مؤكدا كل يوم ان العطاء بلا حدود تجارة رابحة ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

...

...