عندما تصل لمرحلة كافية من النضج، ستفقد لهفة الحوار ومشقته، ستكتفي بأن تقبع خلف نافذة اكتفاء، تراقب العالم بلا اكتراث، ستتوقف روح المبادرة بالحديث، ستكرس كل جهدك بالقراءة والعمل والنوم، لن يستثار فكر صمتك بسهولة، ولن تنبهر بعوابر
شخصياتهم المفتعلة مهما حاولوا، ستبحث عن البساطة والتلقائية والعفوية، وتبتعد عن دنياهم، ستحكم إغلاق فؤاد فضولك، وتترفع عن مخالطة المتشدقين تجملًا وتفاخرًا، ستترك كل من يأخذ انطباعه عنك كما يروق له، لن تقدم براهين صدقك، ولن تتوسل قربهم، ستخبو فيك صخب الحياة، وتميل للقاء ذات راحتك، فتنأى عن فوضى زحام تملقهم، لتدير مؤشر سعادتك، في غرفة خافتة الضوء على أنغام وحدة هدوئك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق