العناد والكبرياء
نخوض معارك لا داعي لها، ومن السهل بالإصغاء والهدوء والتفاهم الوصول لحل، فالخطأ وارد ليتعلم الإنسان من قصور فكره ونقص معلوماته، ليعيد ترتيب أوراقه من جديد ليصحح من إخفاقاته، فالأخطاء شئت أم أبيت سوف تصادفك، كل ما عليك
هو أن تكون على استعداد لمواجهتها وتقبلها والتعلم منها، ولكن الكارثة تجد المتكبرون والمعاندون مطبوعون ومصرون على التمسك بها لجهلهم بأشياء كثيرة.
فالإصرار على الموقف الخاطئ والعناد من أجله، رافضاً وجهة النظر الأخرى، يولد بداخلنا خطأ مضاعف وهذا يدل على ضعف في الشخصية لأننا لا نملك الحجة والبرهان والرأي السديد فيما نقوله، فمن سمة الأذكياء يعرفون مدى ما يقولون ويستشعرون مواطن الضعف في آرائهم إذا ثبت ذلك فينصتون للآخر بمراجعة وتحليل ما قيل ولا حرج عندهم للاعتراف في ذلك على عكس المعاند والمتكبر قد يفقد كل شيء بجهله وإصراره الذي ليس في محله. يقول عبد الرحمن منيف: "الإنسان لديه من العناد والكبرياء ما يجعله يرفض أي تعلم وأي تعليم".
كذلك اختلافنا في ميولنا وأذواقنا المفروض أنه طبيعي، نجد الكثير لا يتقبل ذلك بسهولة فيحدث التخاصم والتباعد والقطيعة، كوننا لا ندرك فن الكلام فلا نتقبل الآخر إذا كان مخالف لرأينا.
كن جديراً بذاتك وواجه ما يستوقف مسيرة نجاحك بالحب والتفاهم ووفر الكثير على نفسك من المعارك والمشاكل التي تستنزف حياتك وتقبل الرأي الآخر بعيداً عن العناد والكبر الذي يجعلك تتآكل بمرور الوقت وتفقد المصداقية في أفعالك بل وتخسر أعز أصحابك وأحبابك فبدونهم الحياة جافة ومملة.
يقول واسيني الأعرج: "الحب هو أجمل اكتشاف للإنسان وإلا لكان مجرّد صخرة لا شيء يحرّكها سوى التآكل اليومي. الحب هو أيضاً تآكل عندما يخلو من الإبداع المستمر. هو معنى المعنى لحياة جافّة لم تعد تحفل بارتجافاتنا الخفية أمام لحظة حب مسروقة, أو أمام لون وجه نكتشفه للمرّة الأولى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق