من وحي مسلسل "الإختيار"
===========
إن التفاعل مع مسلسل " الإختيار" اليوم في حلقته الأخيرة من جانب جميع الفئات أطفالا وصغارا وكبارا ، ليس في مصر فقط ولكن في العالم كله أثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك أن الدراما هي القادرة على تشكيل الوعي لدى فئات المجتمع، وهذا يؤكد أن
الإنحطاط الأخلاقي في نسبة كبيرة من الشباب في الفترة الماضية والحالية كان نتاجا مباشرا لدراما البلطجة والجنس والمخدرات والدعارة ...دراما السبكي وأمثاله والتي قالوا لنا عنها "أن الجمهور عايز كدة".
تبين لنا بوضوح أن الجمهور " مش عايز كدة" ولكنهم هم اللي "عايزين كدة" . فاغراء العملة الخضراء المتوافرة لدى أعداء مصر وبريقها في عيون السفلة والحقراء دفع بتلك الطغمة الفاسدة على مدار الخمس عشرة سنة الماضية إلى إنتاج كماً من الأعمال الدرامية التي تبث روح الكراهية بين الشعب وجيشه والشعب وشرطته وتحض بمنهى الوضوح على العنف والإرهاب والفسق والفجور من خلال عرض نماذج ساقطة ولغة أكثر سقوطا ، وأخلاقيات متدنية ، ما يلبث الطفل او الشاب أن يتخاذها نبراسا له وقدوة يقتديها ، فانتشرت اللغة الهابطة ، والأخلاقيات الرديئة ، وإستخدام الأيدي في الحوار والتعامل بالسكين والمطواة والأسلحة ، وصار القتل مسألة طبيعية لاعجب منها ولا غرابة فيها ، فالسلوك السائد في المجتمع يتيح ذلك ، بل ويباركه. ألم يرد مثله في أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية ؟ . وجاء مسلسل " الإختيار" ليرسي مفهوما جادا وجديدا لدراما المبادئ والمثل العليا ، دراما التضحية بالغاليو النفيس وإنكار الذات ، دراما الإسيتهانة بالموت في سبيل هدف أسمى إسمه الوطن. هنيئا لكل من عمل في هذا المسلسل الرائع منتجا او مخرجا أو ممثلا فكلهم أبطال من العيار الثقيل. بقي أن تعي الدولة أن تلك هي رغبة الجمهور فتزيد من تلك الجرعات الوطنية وحبذا لو أنتج عدد مناسب من المسلسلات التليفزيونية او الأفلام السينمائية على مدار العام بنفس تلك المواصفات ، وقصص البذل والتضحية والفداء تعج بها أرفف مكتبات إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة فإخراجها للنور قبل أن يكون واجبا وطنيا ، فهو حق للنشء والأجيال الجديدة. والله الموفق.
==================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق