ضحايا اغتصاب داعش.. أشبه بجثث حية
لا يمكن لآلاف الفتيات الأيزيديات نسيان قساوة فترة أسرهم لدى ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية. لحظات مريرة روتها الأيزيديات اللاتي تعرضن إلى السبي والاغتصاب. السيناريوهات تختلف بعض الشيء، ولكن المضمون واحد، تهديد بالقتل
والتعذيب ويوميات أقرب إلى الجحيم.
المأساة بدأت مع الحصار الذي قام به عناصر التنظيم المتطرف في مناطق الأيزيديين في سنجار شمال العراق في صيف العام 2014. التنظيم المتطرف قام بإعدام الرجال وأسر النساء والأطفال وبيعهم في أسواق “الرقيق والسبايا”.
لقد تم بيع الآلاف من النساء والفتيات وبعضهم لم يتجاوز التاسعه من العمر في اسواق للعبيد او سوق السبايا كما اطلق عليه في محافظات الرقة وحلب وحمص والحسكة ودير الزور السورية، وحسب التقرير فقد احتفظ مقاتلوا داعش بهؤلاء النساء والفتيات في ظروف استعباد وعبودية جنسية وتم بيعهم مرارا أو اهدائهم أو تبادلهم بين المقاتلين.
وقالت احدي النساء في شهادتها امام اللجنة بعد ان قدرت بأنها بيعت 15 مرة بأنه من الصعب ان تتذكر كل الذين قاموا بشرائها..
لقد وصفت الناجيات من قبضة داعش في سوريا كيف تعرضوا لعمليات اغتصاب وحشية غالبا بصورة يومية وكيف تمت معاقبتهم في حال حاولن الهرب وتكون العقوبة اما التعذيب الشديد او اغتصابهم جنسيا..
لقد عوملت العديد من النساء والفتيات الأيزيديات علي انهم من الممتلكات الخاصه للمقاتلين واجبرن علي القيام بالمهام المنزلية وتم حرمانهم من الطعام والشراب، لقد استمعت اللجنة ايضا لشهادات حول قيام بعض تلك النساء والفتيات بالانتحار للهروب من تلك المعاملة القاسية.
الأزيديات تعرضن إلى الإهانة والتنكيل بعد أن تم ابعادهم عن عائلاتهم لاستغلالهم جنسيا من خلال الاتجار بهم بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، كما تم إجبارهم على اعتناق الإسلام، وحتى إجبارهم على الزواج قبل أن يتم اغتصابهم بشكل متكرر من قبل المتطرفين.
بعضهم تمكن من الفرار والبعض الآخر تم تحريرهم خلال تحرير المدن التي كان التنظيم المتطرف يسيطر عليها بينما لا تزال مئات الأيزيديات في قبضة الإرهابيين. بعض الأيزيديات اللاتي اخترن الاستقرار في ألمانيا وافقن على الحديث إلى وسائل الإعلام. فبفضل برنامج “مشروع الحصص الخاصة” الذي اعتمدته ألمانيا في ولاية بادن فورتمبيرغ، والذي تمكن من جلب 1100 امرأة وطفل، كانوا جميعا أسرى لدى “داعش“، إلى ألمانيا تمكنت بعض الأيزيديات من لملمة جراحهم حيث حاولوا بشتى الوسائل نسيان المآسي التي مرت عليهم في العراق.
أغلبهم عاشوا عدة أشهر في ظروف سيئة، لا يمكن للمرء تخيلها، فقد قام “داعش” باعتداءات جنسية ممنهجة بحقهم حيث تعرضوا لشتى أنواع التنكيل من خطف وتخدير وضرب، واغتصاب جماعي. الأمم المتحدة أكدت أن مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي اختطفوا حوالى 7000 امرأة وطفل من الأيزيديين، وكانوا ينتقلون بهم خلال توسعهم في شمال العراق، وبعد وقت قصير من احتلالهم مدينة الموصل، تقدموا نحو سنجار القريبة، موطن نحو نصف مليون أيزيدي، ثم نقلوا عددا كبيرا منهم إلى مدينة الرقة التي كان التنظيم المتطرف يتخذها معقلا له في سوريا.
بعض الفتيات تمكن من لقاء أفراد من عائلاتهم في مخيمات النازحين الأيزيديين في شمال العراق في حين لم تنجح الأخريات في الحصول حتى على معلومات حول مصير أفراد عائلاتهم. ونظرا لصعوبة الوضع الذي عاشته الفتيات المحتجزات لدى “داعش” لم تستطع بعضهم العيش بسلام بسبب الجحيم والضغوطات النفسية، فإحدى الفتيات اكدت أنها ترى “داعش” وعذاب الاغتصاب في كوابيس ليلية، كما أصبحت تعاني من نوبات الذعر.
وتمكنت حوالى 1800 امرأة وفتاة من الفرار من “داعش“، ولكن الفرار رافقه الصمت حيث لم تجرؤ الفتيات على الحديث عن الاغتصاب والتنكيل الجنسي في أوساط محافظة وفي بلد لا يتوفر على مراكز للعلاج النفسي والجسدي الذي عاشته المختطفات.
وفي ألمانيا أكد الطبيب يان الهان كيزلهان أن الفتيات والنساء الأيزيديات اللاتي كن معتقلات كسبايا لدى تنظيم “داعش” في العراق “كن يعشن في جحيم”. ويدير يان كيزلهان مشروعا في ألمانيا هدفه مساعدة نحو 1100 امرأة وفتاة على الشفاء من صدماتهم النفسية.
وبدأ هذا المشروع الذي تموله ولاية بادن فورتمبرغ العمل على استقبال ومعالجة الضحايا المصابين بصدمات نفسية من شمال العراق ، وقد اتخذت الحكومة الإقليمية في بادن فورتمبرغ قرار التحرك لتنفيذ المشروع في العام 2014.
الذكري السنوية الثالثة لجريمة الابادة الجماعية بحق اليزيديين في العراق وسوريا 3 /اغسطس 2014.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق