علمتنى الدرس بفطرتها
تلك المرأة البسيطة التى لم تنل نصيبا من العلم.
ملامح وجهها تشبه أمك ، وأختك.
لم يحالفها الحظ للتعلم ، فلا هى حاصلة على الماجستير ولا الدكتوراه.
تنقش أسمها بصعوبة وفطرتها الجميلة لم تشوه.
لتلقنى الدرس بكيفية لم أعهدها من قبل علمتنى الدرس ببساطة أسلوب وبصدق إحساس لا يمتلكه بعض العلماء.
علمتنى كيف ربتها أمها على الأمانة ، أمانة اليد رغم ضيق الحال، علمتها كيف لها أن تصبر على الجوع ولكن لا تقبل الحرام.
علمتها أن نطق كلمة(حلال)تفتح فيه الفم ، وكلمة(حرام) يغلق الفم فيه.
علمتنى كيف أعطت لها أمها درسا وهى صغيرة ، حين دخلت دجاجة جارتها لتبيض بيضة فأخذتها وأكلتها ، وحين رجعت الأم من عملها ووجدت القشر فسألتها ، وعندما روت لها الأبنة القصة.
غضبت الأم غضبا شديدا وقالت لها لفظ فى منتهى الروعة فى معناه والبساطة فى كلماته(من تسرق بيضة تسرق جمل).
فالأم بفطرتها رأت أن الذنب الصغير إن لم يقوم ويعالج فى صغرها تحول إلى ذنب أكبر فى كبرها.
لم تقل الأم هى صغيرة لا تدرك شيئا لتجنى عليها فى كبرها ولكن تعاملت مع الأمر بحكمة وعقل واع لا يتطلب شهادات ولكن يتطلب مبادئ وخلق وفطرة لم تشوه.
تروي لى الأبنة وهى تترحم على أمها أنها طيلة عمرها وحتى أصبحت أُمَّا، كيف علمتها معان جميلة نقشت بحروف من ذهب رسخت فى ذهنها منذ طفولتها لم تنسها وعلمتها لأبناءها.
ياليتنا مثل هذه المرأة البسيطة نعلم أبناءنا خلق ومعان قيمة وهامة فى حياتهم.
ولا تلهينا الحياة عنهم فنحن المسؤولون عن جيل تشوهت قيمه.
فهم نتاج قيم أهملت ومعان قيمة اندثرت، لم يربوا عليها فى صغرهم فأنكروها فى كبرهم.
رائعة يا هوبة ❤️❤️❤️❤️
ردحذفاسلوب بسيط ومعاني عميقة
ردحذفرائع جدا
ردحذف