شكرا كورونا (مقال)
==========
ما سلط رب العالمين على عباده من محنة، إلا وحملت في طياتها منحة. ذلك هو القانون الالهي، فلنا إله رحيم بعباده، يذكرهم بين الحين والحين ،بأنه موجود، وبأنهم قد إبتعدوا عن طريقه، فيرسل عليهم جند من جنوده، يمحو بهم ما أصاب أعينهم من غشاوة، وما اعتراهم من غرور.
ويعيش العالم بأسره هذه الأيام إحدى تلك المحن التي بينت لكل ذي عينين كم هو ضئيل أمام قدرة رب العالمين، فإذابفيروس مجهري لا يرى بالعين المجردة يفرض كلمته على عتاة الحروب وجبابرة الأرض، فلا يملكون ليس فقط مقاومته بل حتى الهرب من أمامه، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فيلزمون منازلهم إنتظارا لحتفهم، وليس لهم خيار.
(لمن الملك اليوم، لله الواحد القهار).
إلا ان المنحة قد جاءت تترى في عدة صور:
أولاها: إجتماع شمل الأسر لأول مرة منذ سنوات طوال، فإذا بالوالد يرى أولاده ويتجمعون حول مائدة واحدة بعد أن كاد أن ينسى أشكالهم. في مشهد لم يحدث ربما منذ أعوام طويلةبعد أن إنشغل هو بجمع المال وإنشغلوا هم بما يدور على شبكات التواصل الإجتماعى، فعاد الود والتواصل والتراحم.
ثانيها: تبين العدو من الصديق والمحب من الكاره .
ثالثها: تكاتف وتلاحم وترابط أبناء الوطن لمواجهة عدو شرس وتطبيق توجيهات وتعليمات وإجراءات محددة من أجل هدف واحد هو تحقيق اعلى معدل من النظافة بغرض القضاء على المرض اللعين. فلا انتماء حزبي ولا إنتماء سياسي ولا تواكل من البعض على حساب البعض فالخطب كبير ويطال الجميع.وقد شعروا جميعا بالخطر فتوحدوا.
رابعها: عودة الجميع إلى كتاب الله والسنة المطهرة وتدارس ما جاء بهما والدعاء لرب العالمين برفع تلك الغمة وتواصى الجميع بالصلاة. وعلم كل مكابر أنه لا إله إلا الله.
=============
بقلم:
اللواء/ محمد عبد القادر
١٧/٣/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق