قامت الكاتبة هناء محمد:
رئيسة قسم الأدب بجريدة الأسرة العربية
بحوار عن ظاهرة أغاني المهرجانات فيما لها و ما عليها من تأثير و تأثر
على المجتمع العربي، مع الدكتورة هبة إبراهيم الشويخ : خبيرة تنمية و دراسات الهجرة.
_ أهلا و مرحبا بكِ دكتورة هبة ضيفة بيننا في جريدة الأسرة العربية. _مرحبا بكم جميعا أسرة الجريدة. _
في البداية دكتورة أود أن أعرف رأيكِ فيما نُشر أخيرًا عن أغاني المهرجانات؟
_ والله رأي الشخصي هي ظاهرة سوف تنتهي قريبا كأي ظاهرة مع الأنتباه عدم التّحدث عنها بكثرة أو بطريقة هيستيرية حتى لا تُلفت الأنتباه لمَن لا يهتم بها فيسارع من كثرة الكلام عنها و يسمع و يشارك لأي فيديو لها ولو عن قبيل الرفض، فإذا أردنا لشيء بأن ينقرض فلا نتحدث عنه و نسير له ضجة وإلا بذلك نخدمه أكثر.
_ماذا تقولي دكتورة هبة لمَنْ يتلاعب بالألفاظ و يطلق عليها بإنها فن شعبي؟
_أي شخص ضعيف الحُجة يفعل شيئ غير منطقي شاذ السلوك يلبسه ثوب المنطِقيّة كي يجد ثغره لتبرير و غطاء لما يفعله، فكيف لألفاظ خادشة للحياء تُسمع في المواصلات العامة نقول عليها فن شعبي؟!! و لقد حثنا ديننا وأي دين على الحياء فلابد أن نرتقي بعقول مَن نتحدث معهم و أرجوا من الناس الوعي لما يدور حولهم.
_بماذا تردي على الذين يقولون أن قرار نقيب الموسيقيين المطرب (هاني شاكر) قطع عيش بمعنى قطع رزق هؤلاء؟
_شوفي أستاذة هناء لا أحد في الدنيا يملك قطع رزق أحد فهذا غير منطقي و هو من حقه أن يسن أي قرار يراه مصلحة للحفاظ على الثقافة و الذوق العام و عدم تشوية الثراث الفني و لابد أن ينتفض و يدافع عنه كرجل مسؤول و هذا لا علاقة له بالرزق الرّزاق هو الله أما الذين يقولون ذلك ثقافتهم مُشوهة يضعون السُم في العسل و يؤولون كلامهم بقطع الرزق و هذا مرفوض.
_دكتورة هبة حضرتك مهتمة بقضايا الشباب و كثير من دراستك تصب في ذلك فلماذ شريحة ليس بالقليل تتجه لسماع مثل هذه النوعية من الأغاني؟
_بدايةً قضية التعميم خطأ ليس كل الشباب تسمع بل هي طبقة معينة لها ثقافة معينة و في وجة نظري هذا سببه الفراغ و عدم الاحتواء و ترسيخ القيم عند أولادنا فلابد من عودة الأسر المُمتددة بمعنى لا تنغلق الأسر الصغيرة ( الزوج و الزوجة و الأولاد) بل لابد استقاء القيم و المبادئ من كل أفراد العائلة منهم الجد و الجدة بحيث أن أولادنا يجدوا أكثر من مصدر لترسيخ القيم من حولهم و بذلك أرسخ الصورة الذهنية و تفاصيل المنهج الحياتي المتزن في أذهانهم منذ الصغر و طبعا الدين أساس كل شيء في الحياة الدين الصحيح من علمائنا الأفاضل، كما أن هناك نقطة خطيرة و هي فقد الهوية و عدم الثقة بالنفس و عدم وجود أهداف، كل ذلك يجعل الشاب لا يميز الخبيث من الطّيب فيريد شيئ مختلف يظهره و لو خطأ كي يلفت الإنتباه له.
_كيف نحمي شبابنا أو أقول أطفالنا و هم الجيل الواعد بماذا تنصحي الأهل دكتورة هبة؟
_ كما قلت سابقًا لابد أن ننتبه لملأ فراغهم بأشياء مفيدة و مواهب تُنمي ولا انساق وراء الذين يقولون أن هو الجيل دي كدة مللنا من الكلام معاهم لا لا، فلابد من القدوة و عدم التّميع في العقيدة التربوية و كما علمنا النبي صل الله عليه وسلم في معنى الحديث (كفى بالمرء أثمًا أن يُضيعَ ما يعول) و ليس التربية أكل و شرب فبناء الإنسان هو أساس الحضارة بناء العقول الواعية هي المستقبل، و سوف أكرر كلمتي تعليم الدين الصحيح هو الأساس مراقبة الضمير، ممارسة الرياضة، حضور دورات تدريبية، كل ذلك يوسع من مدارك الإنسان و يجعله واعي لما يسمع و لا ينقاد بسهولة لأي تيار ليس لأغاني المهرجانات فقط بل لأي تيار غير سوي، أن نصطبر على تربيتهم و توجيههم و عدم الملل من النصيحة، ولا ننتقد كثيرا لهم أو نعطي أمر مباشر تثقل به النفس، و أهم شيئ نشر الحُبّ بين العائلة و الأمان و يرجع الدفأ العائلي البيوت.
_ البعض يقول دكتورة هبة أن مثل هذا هدم للثقافة العربية و قتل هويتنا العربية فما رأيك؟
_هذا غير صحيح بالمرة و أرفضه بشدة لا تستطيع أي ظاهرة أي كانت تقدر أن تقتل هويتنا و لا ثقافتنا هذه شريحة معينة و لا نعمم و لابد من الورقة الابلة أن تسقط و علينا الإصلاح دائمًا و لا نشارك فيديوهات لأي ظاهرة شاذة ليس شرط أغاني المهرجانات، و كما قلت دور العائلة و الجلوس وقت كافي بين أفراد الأسرة و تفويض بعض المهام لأولادنا مهم جدا ليصبحوا شبابا قياديين لأمور حياتهم.
أشكركِ دكتورة هبة على هذا الحوار الشيق و النصائح الغالية التي قدمتيها لنا و لكل أسرة عربية، كما أشكركِ على وقتكِ الثمين الذي اهديته لجريدة الأسرة العربية.
_شكرا لكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق