مهدي كان رجلًا فقيرًا، طيب القلب، مسكينًا، كل صباح يذهب إلى الغيط؛ ليجز النجيل والحشائش ويضعها في ملاءة، ويذهب ليبيعها في سوق القرية، ثم يشتري خبزًا وسكرًا وشايًا لزوجته التي تنتظره في البيت.
مهدي كان كبير السن يبلغ من العمر سبعين عامًا، لم ينجب، وكان يسكن بعيدًا عن القرية في وسط الغيطان وحده هو زوجته المسنة.
وفي ذات صباح أخذ ما جزه من نجيل في ملاءته، وذهب به إلى السوق؛ ليبيعه ويشتري خبزًا وسكرًا وشايًا وبعض الطلبات لزوجته. اشترى معه الرجل في السوق بجنيه واحد، باع له مهدي، قال المشتري "يلا وصلها للبيت عشان تفضيها هناك وتاخذ (الميلاية) وتاخذ فلوسك.". حمل مهدي الملاءة على رأسه وذهب مع الرجل إلى بيته، وعندما دخلا قال المشتري لمهدي "فضيها هنا.".
قام مهدي يفضي الحشائش من الملاءة، وفجأة خرج من الحشيش ثعبان أسود، وجرى الثعبان في بيت المشتري. لقد تفاجأ مهدي والمشتري، وأصيب المشتري بالذعر والهلع والخوف، وأخذ يتمتم بهسترية وينتفض ويشتم ويقول بصوت عالٍ: - يا بن الكلب، مش هسيبك إلا لما طلع التعبان من البيت مهدي دهش من المفاجأة، وذعر كذلك من الحدث، وسأل نفسه "كيف اختبأ هذا الثعبان وسط الحشائش؟" موقف صعب لقد أمسك المشتري بتلابيب مهدي وأخذ يهدده ويقول بغضب "مش هسيبك لازم تطلع التعبان دا من بيتي يا بن...".
ومهدي يدافع عن نفسه ويقول متوسلًا "والله ما شفته، كيف أشيله على رأسي وأمشي بيه، المسافة البعيدة دي، والله ما شفته.". لم تشفع توسلات مهدي ولم يقتنع المشتري وقال في غضب "تجبلي تعبان لحد بيتي، أنا مش هسيبك إلا في نقطة الشرطة وهلم عليك بهجورة كلها عشان محدش يشتري منك حشيش تاني يا كذاب يا نصاب."، وأصر المشتري، وأخذ ينادي؛ فتجمع الناس حول بيته من جيرانه وأقربائه، وتدخل الناس لفض هذه المشكلة على أن يغرم مهدي الجنيه الذي باع به الحشيش، ويحاول أن يخرج الثعبان من بيت المشتري. فوافق مهدي والمشتري وقال بحزم بشرط أن أرى الثعبان بعيني يخرج من بيتي.
فجاءوا بالحاوي الذي يخرج الثعابين، وأخرج الثعبان من بيت المشتري حتى هدأ المشتري ومهدي، وقال المشتري لمهدي "يلا مع السلامة مشفش عينك في بهجورة تاني.". فأخذ مهدي ملاءته، وذهب لزوجته بدون خبز ولا شاي ولا سكر ولا فلوس، وهو في طريقه لبيته يتمتم ويقول: - تعبان عملها فيا. زمن القصة (1973) ليجزّ: بمعني يحُش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق