جلست امامها بهدوء وانا استند برفق على مسند مقعدى. ونظرت اليها... كانت هذه اول مره انظر إلى تفاصيل وجهها... ملامحها لم تختفى مظاهر الرقه منها رغم الإرهاق والتعب والتوتر البادى عليها... .عينيها
جميلتين..ولكن تحمل كثيرا من الحزن والأسى ..اطلت النظر إلى عينيها وانا أحاول أن استشف أكثر مما يبدوا لى ظاهرا....و - لا تطل النظر إلى... اربكتنى عبارتها...ولكنها اكملت دون أن تنظر إلى. - ساكمل لك قصتى... البدايه عاديه....عاديه جدا .. .بيت صغير فى منطقه ليست بشعبيه كثيرا...أبى توفى وانا صغيره...وامى تزوجت سريعا....ثم توفت...ثم توفى زوج امى ..كل هذه الأحداث وانا لم اكمل الحاديه عشر من عمرى.... ولم يتبقى لى سوى كمال .... سرحت فى سقف الحجره واكملت فى خفوت... -إن ذاك.... لا.....انه اخى الكبير ....نعم لى أخ يكبرنى بعشره سنوات كامله.. ..كمال لم يكمل تعليمه العالى اكتفى بدبلوم.....وعمل فى إحدى شركات مصانع الخشب الكبرى..وووو. ..لم يطل ....وتزوج..سريعا... كنت فى ذلك الوقت عندى اربعه عشر عاما..... - هل تعلم انى اعيش منذ ذلك الوقت بمفردى....... صمت رهيب ....خيم ع المكان....لأكثر من دقيقه كامله.... واحترمت انا صمتها وانا انتظر فى هدوء دون أن احرك ساكنا.....حتى وقفت من مقعدها واقتربت منى...... وتفحصت ملامحى عن قرب.....حتى اننى تراجعت إلى الخلف بهدوء وانا لا احرك ساكنا.... ثم نظرت إلى الحجره من حولها وكأنها تراها لأول مره... وهى تستدير بظهرها لتخفى دموع كثيفه فى عينيها....وخرج صوتها رغما عنها واهن متحشرج ... منذ ذلك التاريخ وتبدل كل شئ كل شئ اصبح مختلفا..كريها...مقيتها.... منذ ان جلست فى شقتنا.... وتزوج اخى ..فى نفس الشقه... هل تعرف معنى هذا... معنى ان تكون فتاه......عذرا لا اقصد اهانتك.. هممت أن أقول شئ.... ولكنها اكملت..... -فتاه فى الرابعه عشر ويكون بجوار حجرتك حجره اخرى يجتمع فيها اخى وزوجته..... ..بدء صوتها اكثر توترا وبدأت الكلمات تخرج رغما منها مرتعشه.... -صدقنى..ذهبت كثيرا إلى كل معارفى واقاربى...حتى افسح لهم مجالا...ووقت..... التفتت إلى وهى تنظر إلى عيني نظره صامته اربكتنى وهى تكمل فى خفوت. -انت تعلم مااقصده..... ولكنى ....لم اقصد على الإطلاق.. فما حدث كان رغما عنى... بدأت اعتدل في جلستى وانتظر ان تكلم... ولكنها صمتت..واطبق الصمت على حجرتنا..... ......... يتبع غدا ان شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق