.....(حصالة الدهر).....
***
راودتني وشوشات طاغية
تربعت على عرش ذاكرتي
وكنت أظنها نفايات هامشيةبالية
فتناولت قلمي وقرطاسي
وكانت بداياتي ثرثرات واهية
فتشت في حصالة الدهر
ونقبت في سنوات العمرالعاتية
فوجدتني أعيش لعنة الإنتماء
مع أني لا أشبه إلا مرآتي الصافية
فاخترقت نواميس الليل الجامح
وتشبثت بخلجات النفس الآتية
وتعمقت في أحشاء الفكر
القابع في أركان العقل الخالية
علني أتعثر فيما أبحث عنه
أو أجد حلولا للأفكار الشاكية
قضيت سويعات وسويعات أتربص
حتى ذبلت عيناي الصافية
وتحجر العقل وتاه الفكر
وأصبحت صريع نوم الغاشية
طاردتني أحلامي النادرة
وعانقتني كوابيسي اللاهية
وكان النوم امتدادا لإرهاصاتي
التي تناحرت مع ظلمة ليلي
ومع أشلائي وتوابيتي الجاثية
أفقت على انتماءاتي المميتة
واهتديت إلى أن نواميس القدر
من تدبير رب الخفايا العالية
وأن قوانين الزمن برمتها معلقة
بقوانين مدبر الأكوان السارية
وليس أمامي في حصالة الدهر
سوى ذكريات بأقدام حافية
وعيون بأمنيات عفا عليها الزمن
شاخصة حائرة ناصبة وباكية
فلملمت خلجاتي ووشوشاتي
ودثرتها بغطاء الليالي الحانية
وزجرت النفس العطشى الجامحة
بألا تبحر في قيعان الأنا الخاوية
وألا تنظر إلا في تجاعيد مرآتي
وتعيش الواقع في دنيا خروجنا
منها سواسية بأجساد عارية
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق