جريدة ألماس الشرق-كيف يقوى إنسان على ارتكاب الجرم-بقلم :د/ريتا عيسى الأيوب ،متابعة:د/لطيفة القاضى

كَيْفَ يَقْوى إِنْسانٌ عَلى ارْتِكابِ الجُرْمِ... 
هُناكَ وُلِدْتُ...
 هُناكَ كَبُرْتُ وَتَرَعْرَعْت...
هُناكَ حَيْثُ أَرْضُ المَسيحِ... وَالتي أَنا بِها تَرَبَّيْت...
أَرْضٌ خُلِقَتْ لِلسَّلامِ... وَالسَّلامَ بِها أَنا ما رَأَيْت...
قَدْ أَرادَ لَها اللهُ الخَيْرَ... فَلِماذا أَنْتَ يا بَشَرُ عَلى إِرادَةِ الخالِقِ قَدْ تَمَرَّدْت...
وَفي قُدْسِها قَدْ تَجاوَرَتْ الأَدْيانُ الثَّلاثَةُ... فَمِنْ أَيْنَ أَتى كُلُّ هَذا الحِقْد... 
حِقْدٌ دَفينٌ قَدْ تَناقَلَتْهُ الأَجْيالُ... عَلى مَدى العُصورِ... وَأَنا هَذا كُلَّهُ لِلآنَ ما أَدْرَكْت...
كَيْفَ يَقْوى إِنْسانٌ عَلى ارْتِكابِ الجُرْمِ... في حَقِّ أَخيهِ الإِنْسانِ... أَمَّا أَنا فَمَعَ كُلِّ ذَلِكَ قَدْ تَغَيَّرْت...
أَصْبَحْتُ أَتوقُ إِلى سَلامٍ... يَجْمَعُ البَشَرَ تَحْتَ شِعارِ التَآخي... فَهَلْ أَصْحو يَوْماً كَيْ أَرى بِأَنَّ أُمْنِيَتي قَدْ تَحَقَّقَت... 
وَهَلْ سَوْفَ يَأْتي يَوْمٌ تَزولُ فيهِ مَناظِرُ اليُتْمِ... وَيَنْتَهي نَحيبُ أَطْفالٍ... أَهْلَها في هَذا الصِّراعِ الدَّامي قَدْ فَقَدَت...
أَمْ أَنَّني سَوْفَ أَبْقى أَحْلُمُ... بِمَدينَةٍ فاضِلَةٍ... إِلى أَنْ يُصَحِّيني صَوْتُ قَذائِفٍ قَدْ سَقَطَت...
قَذائِفٌ تَهْوي عَلى رُؤوسِ أَبْرِياءٍ عُزَّلٍ... ما لَهُمْ أَيُّ ذَنْبٍ... في تِلْكَ النِّزاعاتِ التي اشْتَدَّت...
أَكْبَرُ أَحْلامِهِم كانَ... لِباسُ عيدٍ يُحْضِرُهُ لَهُمْ أَبٌ... كانَ عَلى الظُّلْمِ قَدْ تَمَرَّد...
فَما كادَ أَنْ اقْتَرَبَ العيدُ... فَإِذا بِهِمْ فَرُّوا راكِضينَ... لاحِقينَ بِنَعْشٍ... يَحْمِلُ مَنْ بِمَوتِهِ... تَرَكَ أَطْفالاً حُكِمَ عَلَيْهِمْ بِالتَّشَرُّد... 
فَهَلْ تَخْجَلُ البَشَرِيَّةُ يَوْماً... أَمامَ صَرْخاتِهِمْ... وَالتي يَسْتَفيقُ لَها المَيِّتُ في قَبْرِهِ... فَتَراهُ يَتَوَعَّدُ وَيَتَهَدَّد...
أَمْ أَنَّ الصَّمْتَ سَوْفَ يَبْقى سائِداً... إِلى أَنْ يَسْتَفْحِلَ الظُّلْمُ... فَنَباتُ نَحْنُ عاجِزينَ عَنْ كُلِّ وَعْد...
Instagram @alayoubrita