تمثال الملك حورمحب ثاني الملوك الذين حكموا بعد توت عنخ آمون و كان حورمحب قائدا لجيوش توت عنخ آمون ...
share
اعلان ممول
جريدة ألماس الشرق _أزمة الهوية _بقلَم :دكتورة /سلوي سليمان
أزمة الهوية ؟ عندما أحدثك عن هويتي فأنا أحدثك عن كينونتي، بمعنى من أنا وليس بماذا أشعر، أي ذاتيتي، فذات الإنسان هويته وهي كلّ ما يشكّل شخصيّته من مشاعر و أحاسيس وقيم وآراء مواقف وسلوك ؛ بل وكل ما يميّزه عن غيره من النّاس فالهويّة إذاً هي الخصوصيّة والذّاتيّة وهي ثقافة الفرد ولغته وعقيدته وحضارته وتاريخه ، كما أنها جزء لا يتجزّأ من منشأ الفرد ومكان ولادته . أي أن الهوية تعني جوهر الشيء وحقيقته، فهي كبصمة الإنسان تميزه عن غيره وهنا يرى محمود درويش :الهوية هي ما تُورث لا ما تَرث، ما تخترع لا ما تتذكر، وللهوية أنواع متعددة تختلف في مضمونها منها الهوية “الذاتية” وهي ما يحمله الفرد من تصور عن ذاته ، أي كيف يرى نفسه، وهي هوية غير مستقرة، وإنما تتغير وتتطور عبر مراحل مختلفة من النمو المعرفي المتأثرة بعاملين: عامل النضج الذاتي، وعامل البيئة الاجتماعية. ومضمون الهُوية يوحي ، إلى المضمون الأوسع وهي مسألة الهُوية الاجتماعية التي تعد الهُوية إحدى مكوناتها، إذا لا يمكننا التطرق إلى مفهوم الهُوية إلا إذا حددنا بعدها الاجتماعي وعليه تعتبر الهُوية الاجتماعية محصلة مختلف التفاعلات المتبادلة بين الفرد مع محيطه الاجتماعي القريب والبعيد، و تتميز بمجموع انتماءاته في المنظومة الاجتماعية؛ كالانتماء إلى طبقة جنسية أو عمرية أو اجتماعية أو مفاهيمية، وهي تتيح للفرد التعرف على نفسه في المنظومة الاجتماعية وتمكن المجتمع من التعرف عليه، ولكن الهُوية الاجتماعية لا ترتبط بالأفراد فحسب، فكل جماعة تتمتع بهوية تتعلق بتعريفها الاجتماعي وهو تعريف يسمح بتحديد موقعها في المجموع الاجتماعي ويشير عزمي بشارة "أن كل هوية مصنوعة ومشكلة وهي ماهوية في مرحلة معينه قبل أن تتغير ويعاد تشكيلها" علمي هي الشعور بالانتماء لمجتمع ما عن طريق التواصل الاجتماعي والاندماج الثقافي في هذه الجماعة بمعنى هوية جندرية، ومن منطلق أن كل إنسان لديه ذاتيتين يعيش بهوية في عالمه الحقيقي وهوية في عالمه الافتراضي الذي ينشأه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والاندماج الثقافي في أي مجتمع يجعل انتمائك لا إرادي في هذا المجتمع مع الوقت الا أن باندماجك في عالمك الافتراضي تتأثر هويتك الحقيقية فيصبح أخطر من الإدمان وقد تؤدي إلى أزمة هوية وبالتالي تؤدي إلى الانتحار، فسيطرة فكرة وإيمان الكلي بها قد يؤدي إلى الهلاك، مثل اعتقاد الكثير من الشباب بلعبة الفيل الأزرق وانهراطهم فيها كليتا، وعندما سؤل الناجين من الانتحار عنها كانت الإجابة الصادمة، انه فعليا عالم حقيقي وان من نتعامل معهم من خلالها حقيقيين لذا يشير محمود درويش أن الهوية هي فساد المرآة التي يجب أن نكسرها كلما أعجبتنا الصورة، ومن هنا فالهوية تعني جوهر الشيء وحقيقته وأنها كارزمة تميز انسان عن آخر ، فالهوية إذاً هي الخصوصية والذاتية لذا احرص دائما أن تعيش الهوية في عالمك الحقيقي، ولا تجعل عالمك الافتراضي يسيطر عليك كي لا تقع تحت هيمنة أفكار قد تؤدي بك إلى مخاطر وتهديدات تدمر حياتك….
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق