لم أعد أبالي
صرت لا أجد كلمات اعبر بها عما اشعر به، من آلام عايشتها معك سنوات، ولم تتراجع قدر أنملة بل شرعت في العزف بصخب على أوتار قلبي ، واثقا متأكدا من مدى حبي لك ، ذلك الحب الذي افقدتي كرامتي وبعثر كبريائي، وجعلني دأبت التنازل حتى ضاعت أحلامي ؛تبا لحب يكبل المرأة بسلاسل من حديد ،ويسلبها حريتها تحت وطأة قانون الحب ..أي قانون هذا الذي يغتصب أحلامي ويودي بحياتي ... توالت الأيام معك ثقيلة رتيبة..كانت المسافات بيننا تزداد فلم يعد غير الغموض،والتجاهل عمدا وعدم الإنصات لما أقول، بات الوضع مهينا حيث صرت تلعب بمشاعري لأبعد حد بينما انشغلت انت بعملك، وأصبح نادراً ما تأتي للبيت، وعندما تأتي ليلاً أكون قد أعددتُ العشاء وأحكمت إغلاق النوافذ، لأوي لفراشي وبهذا الروتين اليومي أصبحتُ أتلاشى مقابلتك و رؤيتك كي لا نصتدم في شراك لن نعرف نهايته ..
حين آوي لفراشي كل ليلة انُصِت لصوت باب غرفتك المحاذية لغرفتي.. وأسمع صوت أقدامك عندما تتجول في حيز المكان ، كنت أعيش معك أوقاتك في خيالي ، أجلس معك في الشرفة نتبادل أطراف الحديث حتى منتصف الليل ، اراقبك حين تأوى لفراشك ..وتغمض عينيك وتذهب في نوم عميق كأنك طفل صغير يغط في نومه ،ويتقلب على وسادته، كنت أترقب بزوغ الفجر كي أبصر ملامحك وأرتشفُ معك قهوة الصباح كل ذلك كنت أعيشه فقط في خيالي ودائما اسال نفسي هل تعاني مثلي من سيطرة تلك المشاعر، قطعا كلانا يُعاني بصمت، والسر ما يزال مكتوما بقلبك ، متى ستبوح لي؟ لا أدري ربما لن يبوح فكلما أردت الفرار من تيه، تتشبث بي وتفاجأني بعدها بهروب مزري ويتكرر ذلك مرات، ومرات ،لذا قررتُ أن أقاوم احساسي تجاهك وأن أعملُ جاهدة كي أتخلص من حبك، ومن ذُل مشاعري نحوك في اقرب وقت .. نعم ..سأنهي. هذه المسرحية الهزلية التي أعيشها؛ تلك التي شتتني، وأرهقتني حتى أصبحتُ كريشة في مهب الريح.. حكايتي معك ممله وفاترة ومؤلمة حد الامتلاء.. صارت حياتي صاخبة ؛ففقدت هدوئها السابق قبل أن أعرفك .. المسافات بيننا تزيد؛ فقد عشت معك بين شدّ وجذب . بين صراع وتحدٍ...بين نزاع وشجار في أغلب الأيام. فأحيانا نختلف ولا نتفق رغم المشاعر العميقة التي اضمرها لك ،هكذا كانت حياتي معك ، صراع وعناد لإذكاء المشاعر وبرود مصطنع خلفه مشاعر غريبة تجتاحني، وتتسلل لجوارحي وعبثا اتجاهلها....
ولسان حالي يقول : لابد أن أنقذ نفسي من دمار محقق ،وأُلملم بقاياي التي بعثرتها، واحفظ ماء وجهي قبل أن أندم وأنصدم اكثر ..يجب أن أضع حداً لمُعاناتي معك.. وأرحل بكرامتي اليوم قبل الغد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق