اخر الاخبار

اكثر المقالات قراءة هذا الاسبوع

share

اعلان ممول

اعلان ممول

جريده ألماس الشرق -اخذ و عطاء-بقلم/امل سلطان

                       اخذ وعطااء
ما أجمل العلاقات التى تربطنا ان تكون على أساس الحب والصدق والأخلاص بعيده عن المصالح الشخصية والأنانيه والحقد والحسد ، وما الحياة إلا نتاج هذهِ العلاقات وأفعال وتجارب ودروس وعبر مؤلمة ومفرحة ، من خلال أحداثها وأيامها التى تمر بنا مر السحاب يتساقط البعض من القلب احياناً ، ومن الذاكره غالبااً ، ومن العين نادراً . من خلال ذلك ولكثرة عدد المتساقطين ووصولنا معهم حد الوحدة ، ادركنا ان السعادة ليست بكثرتهم وليست بتجمعهم حولنا ، ادركنا ان القيمة بالاثر والفعل . وبمن يتحملنا فى جميع احوالنا نرضيه ويرضينا والحياة معه تناغم وشد وجذب من طرفين متماسكين يصر كل طرف على بقاء الأخر ، فهناك من ترتدى له اقنعه عديده وتبذل ما فى وسعك لإرضائه او للحصول على إبتسامة باهته بين ثناياه ، أو نظرة محبة زائفة على محياه ، ولكن دون جدوى فتسقط فى نفسك وتعيش سجين انتظار الرضا  ، وآخر تجده يسقط عنك كل قناع ،يحبك انت كما انت ، يتنفسك ، يفرح لفرحك ، ويتألم لألمك ، يعيشك ضمن أحداث يومه ، تقترن روحه بك فى كل زمان ومكان حتى لو لم تراه يتواصل معك بشتى الطرق ، هو ما يطلق عليه رفيق الدرب او صاحب صحبه ، السند والعون وقت الشده ، الفرح والسعاده وقت الرخاء ، هكذا نحيا يوم حلو ويوم مر ساعة هنية ، وساعة شقيه ، ونحن نتنفس الايام بكل مافيها بحلوها ومرها ، وكأننا تبرمجنا على كافة الظروف والأحوال  كل يوم عبره ودرس كل ساعة حكمه وعظه كل ثانيه حدث متغير ، ونعلم جيدا اننا لا نتعلم من الحياة مجانا فحين نقول بكل ثقة علمتنى الحياه هنا ندرك اننا دفعنا الثمن غاليا جدا من كل شىء فينا .
عندما ننظر ونتأمل ما حولنا نجد ان الله تعالى خلق كل شىء موزون  وبمقدار واى اختلال فى تلك الموازين يسبب لنا مشاكل عديده كذلك فى علاقاتنا وحياتنا ومشاعرنا ، يجب ان تكون موزونة قدر المستطاع ، فالطيبه والثقه والتسامح والتغافل والتغافر والعطاء والمحبه ، وكل ما تفيض به ارواحنا على من حولنا ، يجب ان يكون بحدود وميزان لا يسبب لنا الألم والشقاء من تدفق تلك الصفات الراقيه فينا ، قرأت مقولة اعجبتنى كثير ان العلاقات كالبورصة اذا رايت ان اسهمك من المحبة والإهتمام والإحتواء والعطاء تنخفض فانسحب بكل هدوء من كل علاقة لا تقدرك ولا تحفظ قيمتك وتؤدى الى إنهيار إقتصاد كرامتك ..!  فالحياه أخذ وعطاء وليس إجبار.. كيف تجبر أحد على محبتك أو الاهتمام بك؟
فالعاطفة تلك الفيض الحر النابع فى قلبك لا يحتاج إجبار ولا يطلب فهو يعطى دون إراده وبكل محبة .. يقول الشاعر فاروق جويدة فى وصف الم الإنتظار (ما أطول ساعات الإنتظار وأنت تجلس وحيدا تحدق أحيانا في وجهك وأحيانا أخرى تنظر للهاتف في عتاب). هكذا نحن ما بين علاقات تدمى قلوبنا وتشتت افكارنا وترهق مشاعرنا ، وعلاقات تحى الروح فينا وتجعلنا نتشبث بكل جميل فى الحياه ، وتهون علينا كل صعب ، فالعلاقات الطيبة التى تمنحها لنا الحياه من معارف واصدقاء اجتمعت قلوبنا معهم على المحبة الخالصة هى مصدر السلام والأمان مشكاة السعادة التى نجتمع حولها فى ود وتصافِ ، اكسير الحياة الذى يعطى للحياة قيمة وسعادة فى إنتظار الغد الذى سيشرق بلقاء تلك الصحبة الطيبة والشعور بالمحبة الخالصة ،
احيا الحياة من أجل نفسك وسعادتها ، ولا تكن فقط على قيد الحياة ، بل كن على قيد الأمل والتفاؤل وحسن الظن بالله والتوكل عليه ، كن على قيد كل شىء جميل يسعدك وكل شىء جميل سيحدث لك ، فالله خلقك فى هذه الدنيا وكرمك لهدف عظيم وغايه ومن خلال احداث حياتك وايامها  يجب ان تحقق تلك الغاية وتصل اليها ، وتبحث عن كل علاقة طيبة وتزهد فى كل ما يسىء لك..  قد تؤلمك العثرات والإحباطات ، وتسرب البعض من بين يديك ، قد تحزن وتشعر بالوحده  وينطفىء نور الامل داخلك ، ولكنك بروحك وإيمانك لست بعاجز، فكسر جدار وحدتك وأرسم حدود علاقاتك وأصنع سعادتك وأقترب من كل جميل يرد الروح  فيك فلا تكن أنت أصعب مافى الحياة ولا تكن اسهل مافيها كن انت الحياة فى اسمى معانيها وعيشها بإيمان وتوكل وتفاؤل ، واغتنم يومك بمحبة واحمد الله انه وهبك صحبة طيبة تتنفس الحياة من تواجدهم كما قال الشاعر نشتاق مدفأة تلملم ما تناثر من فتات عظامنا , نشتاق رفقةَ مهجةٍ تحنو علينا إن تكاسل في شحوب العمر يوماً نبضنا , نشتاق أفراحاً تبدد وحشة الأيام بين ضلوعنا , نشتاق صدراً يحتوينا كلما عصفت بنا أيدي الشتاء وشردت أحلامنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

...

...