اخر الاخبار

اكثر المقالات قراءة هذا الاسبوع

share

اعلان ممول

اعلان ممول

جريدة الأسرة العربية _ كورونا العصر : رؤية نفسية _ بقلم كلا من :_ د.نيرة شوشة د.نسرين خالد د. رحاب محمد


                             كورونا العصر: رؤية نفسية

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في ديسمبر 2019 وانطلقت دول العالم جميعها تحذر من تأثيرات هذا الفيروس سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات. ونظرًا لخطورة الفيروس وسرعة انتقاله وتزايد حالات الإصابات والوفيات

يومًا بعد يوم، وظهور موجات ثانية في بعض الدول، ومازال البعض الآخر من الدول يتعافى من آثار الموجة الأولى وينتظر بترقب شديد الموجة الثانية، اتخذت هذه المجتمعات كافة التدابير الاحترازية التى تجعلها مستعدة أمام الموجة الثانية. أثبت هذا الفيروس حقيقة مهمة لا ينبغى للمجتمعات تجاهلها بعد اليوم، وهى أن العلم والعلماء أصبحوا حجر الأساس في التصدى لتلك المشكلات، وأصبح العالم أجمعه يضع ثقته وموارده في خدمة العلم والعلماء في كافة التخصصات، ومن أهمها: التخصص الطبى والدوائي والذى يهدف إلى اكتشاف لقاح للفيروس، والتخصص النفسي لمواجهة الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن التعرض للإصابة أو عن فترة الحجر الصحي التى طالت، والتخصص الاقتصادي الذى يسعى لمواجهة الأزمات الاقتصادية المحتملة من جراء الانتشار المتزايد لفيروس كورونا عالميًا، وغيرها من التخصصات العلمية الأخرى. وانطلاقًا من أهمية تأثيرات الفيروس على كافة الأصعدة، وخاصة الصعيد النفسي، قام فريق بحثى بقسم علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة ( د.رحاب محمد، د. نسرين خالد، د. نيره شوشة) بتكثيف جهوده لاجراء مزيد من الدراسات النفسية والتى تهدف إلى تحديد مستوى إدراك الأفراد لخطورة فيروس كورونا فى مصر، وتسليط الضوء على أهم العوامل التى من شأنها أن تحدد مستوى هذا الإدراك، ومن ثّم درجة الالتزام الصحي بالاجراءات الوقائية التى أعلنت عنها وزارة الصحة المصرية منذ بداية الأزمة حتى يومنا هذا، والوقوف على دور الأفراد، ومؤسسات الدولة بمختلف قطاعاتها، ودور الأطقم الطبية في توعية الأفراد بمدى خطورة فيروس كورونا. كشفت النتائج أنه كلما تزايد وعي الأفراد وادراكهم لخطورة فيروس كورونا سواء على المستوى الفردى أو المجتمعي كلما زاد التزامهم بالاجراءات والتدابير الوقائية وبالتالى الحد من انتشاره وتفاقمه؛ فتزايد ادراك الأفراد بالخطورة يزيد من مشاعر القلق والخوف نتيجة احتمالية تعرضهم أنفسهم أو المقربين لهم للعدوى وبالتالى تعد هذه المشاعر السلبية بمثابة موجهات للسلوك نحو الالتزام الصحي. كما أن الضغوط الواقعة على الفرد نتيجة فرض الدولة سياسات احترازية للحد من انتشار الفيروس بمصر قد تكون أحد الأسباب وراء التزام الأفراد بهذه الاجراءات الوقائية فتزايد حرص الدولة بمؤسساتها على توفير معلومات دقيقة حول خطورة الفيروس بمصر يساهم في التزام الأفراد باجراءات الوقاية والتقليل من مخاطرة الأفراد بصحتهم. كذلك وجد أن رغبة الأفراد في مزاولة حياتهم بشكل طبيعي خاصة بعد تعرضهم لفترة طويلة من الحجر الصحي قد تكون عامل آخر محفز على الالتزام. كما كشفت النتائج أن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات قد يسهم في تزايد ادراك خطورة فيروس كورونا نظرًا لتضارب المعلومات وسهولة انتشار الشائعات من خلالها وبالتالى مزيد من الغموض، وأشارت النتائج أيضًا أن ثقة الأفراد في الدولة بمؤسساتها وقيام الدولة بتصحيح تلك الشائعات من شأنها أن يزيد الأفراد ثقة في فعالية الاجراءات التى تتخذها الدولة المصرية في مواجهة الفيروس نحو مزيد من الالتزام الصحي ومن ثم خفض عدد الإصابات اليومية. وأخيرًا، أوضحت النتائج الدور الحيوي للعلم والعلماء في التصدي لمثل هذه الظواهر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

...

...