قصائد مهجورة
سيد الرشيدي(من الشعر الحر والخواطر)
مزقتُ كل قصائدي
وأحرقتها بنار
أضلعي
بل دفنتها في تراب
مهجور
لا يصل إليها إنسان
ولا طيور
وكفنتُها بكفن النسيان
وأسكبتُ عليها دمع
الهجران
لقد هجرتها وأنا صغير
وعندما كبرتُ طلبت
الرحيل
كانت مهجورة
فالآن من قلبي
مبتورة
هاجرتها
لقد أدمعتني
سنين
وشيبتني
قبل المشيب
وأرقت أجفاني
ومنتني الحلم المستحيل
بل كانت تميل للتزييف
فهجرتها لأنها
لم تحسن الجميل
لأني أخرجتها
من قلب الأنين
فتمردت وخانت
كثير
هجرتها لأنها
أرادت ذهب المعز
وقلمي لا يريد
إلا العز
هجرتها كفخارة
مكسورة
كرجل كرسي
مبتورة
وكرماد تذروه الرياح
هجرتها لتعاني
الفراق
ومرارة العزل
وتعيش النفاق
وتتقلب على حصباء
القوافي
وتمسح دموع
حرقة المقآئي
ولتعلم أني ليس
للحنظل ساقي
بل للحب الجميل
هادي
وللتفاؤل وبسمة الأمل
شادي
هجرتها لتغني أغنية الحزن
على فراق بحور الشعر
ويهجرها كذلك النثر
وتبقى وحيدة
بدون قلم ولا حبر
ولا ورقة بيضاء
ولا وردة حمراء
تمكث بين أربع جدران
تعاني مرارة الخسران
هجرتها بدون كتابة
فأصابتها الكآبة
هجرتها وكسرت القلم
فشاع الخبر
بين الشعراء
إني متعثر القوافي
وأعيش حسرة الألم
يتيم القصائد أوحد
إلا قصيدة الأمل
الأسعد
قصائد مهجورة
ومن قلبي مبتورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق