اخر الاخبار

اكثر المقالات قراءة هذا الاسبوع

share

اعلان ممول

اعلان ممول

جريدة الأسرة العربية _ المثل الأعلى للشباب _ بقلم الكاتب/ سيد الرشيدي

 

                              المثلُ الأعلى للشباب

الناظر لحال بعض الشباب المسلم الآن يجدهم أنهم يقلدون على غير علم ولا معرفة، تجد العديد منهم يجري خلف الوارد من ثقافات الغرب، ويترك ثقافته الأصيلة، وتراه يقلد على عمى وبدون بصيرة، هذا الشاب المسلم المقلد لو بحث في تاريخه

الإسلامي لوجد القدوة والمثل الأعلى في النبي صلَّ الله عليه وسلم وصحبه الكرام.

لقد اهتم النبي صلَّ الله عليه وسلم بالشباب؛ ليحميهم من مخاطر التقليد الأعمى لغير المسلمين، وبنى شخصياتهم على مكارم الأخلاق، وعلى العقيدة السليمة، وعلى العبادة الصحيحة وحب العلم النافع لأنفسهم ولأوطانهم، وكان حول النبي عليه السلام العديد من الشباب الذين أحبوا النبي وأخلصوا له مثل: سيدنا عبد الله بن عباس، وكان شابًا حدثًا، تبدو عليه ملامح النجابة والذكاء، فأراد النبي أن يفتح له طريق التفوق والعلم، وفي يوم من الأيام كان ردف النبي صلَّ الله عليه وسلم على ناقته، فقال له: يا بني أعلمك كلمات (احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله، وإذ استعنت فاستعن بالله, ولو اجتمعت الأمة على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام وجفت الصحف). ( رواه مسلم)

بهذا الحديث فتح النبي عليه السلام أمام الشباب المثل الأعلى تحررًا من التبعية والتقليد الأعمى.

ليربي النفس على الاعتماد على الله في شتى الأمور؛ لأن الإيمان بالله والاعتماد عليه أساس العقيدة الصحيحة، وتضبط التصرفات، وتضبط السلوك للإنسان المسلم في جميع أحواله.

ولقد اهتم النبي صلَّ الله عليه وسلم بالشباب، ورباهم على الجدية والشجاعة وتبعية الإسلام، وكان حوله العديد من الشباب، وكان النبي مثلهم الأعلى. ألم يقل لأحدهم عندما قال: أحب الله ورسوله. قال له عليه السلام: أنت مع من أحببت يوم القيامة. يعني أنك تحب النبي تحشر معه، والصحابة والصالحين تكون بصحبتهم في الآخرة.

هنا يريد أن يجذب أنظار الشباب يقول لهم: لو قلدت وأتبعت شخصية منحرفة ستكون معها في مستقر آخرتها.

والمحزن في ذلك الزمان ترى العديد من شبابنا يجرون خلف الشخصيات المنحرفة، والتقليد الأعمى، وتاريخنا وتراثنا مليء بالشخصيات الناجحة المشرفة.

لذلك تلاحظ الآن بعض الشباب تغيروا حتى في ملابسهم ومظاهرهم.

في مرة من المرات كنت أستقل أتوبيسًا عامًا، وصعد شاب في العشرين من عمره، شعره طويل يغطى وجهه، وخلف ظهره يرتدي بنطالًا ممزقًا وعليه ملامح الأنثى، عندما صعد الأتوبيس جذب الأنظار وشد الناس إليه مستغربين مستنكرين؛ فقلت لمن يجلس بجواري (هو دا بنت ولا ولد؟) نظر لي الرجل مستغربًا وقال: (والله ما أنا عارف الدنيا اتشقلب حالها) وقال لي: (حتى البنات بيلبسوا بنطلونات متقطعه الزمن دا) هذا يدل على أن هؤلاء الشباب فقدوا القدوة والمثل الأعلى في البيت والمدرسة والحياة، وأنهم بعيدون عن ثقافتهم العربية الإسلامية الأصيلة، وأنهم يجرون خلف سراب لا أصل له، وأصبح البعض منهم لا طعم له ولا رائحة.

ليس معنى كلامي أنني أرفض كل الوارد من ثقافات أخرى، وإنما أقصد بكلامي أن النبي عليه السلام بنى الشخصية المسلمة ورسم ملامحها عندما كان يوجه كلامه، ويربي الشباب على القرآن والسنة والثقافة العربية الأصيلة.

والمطلوب أن نأخذ النافع من هذه الثقافات الذي يدعم حياتنا الصناعية والإنتاجية، ويرتقي بنا في شئون حياتنا الدنيوية للنهوض والتقدم؛ لأن ديننا يدعو للانفتاح النافع.

ألم يأمر النبي أحد الصحابة ليتعلم اللغة السريانية، ويتعلمون النافع من الأمم المجاورة، وقال الله تعالى (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا)

والهدف بالانفتاح هنا النافع المفيد في شئون الحياة؛ لترتقي هذه الأمة للمعالي والنهوض.

لقد اهتم النبي صلَّ الله عليه وسلم بالشباب؛ لأن الشباب بناة هذه الأمة وسواعدها وقوة مستقبلها.

بناه على الرجولة والشجاعة والمروءة والشهامة. ألم يربي سيدنا علي على ذلك عندما علمه الثقة بربه عندما أمره أن يبات في فراشه ليلة الهجرة، وقال له لن يخلص إليك شيء تكره. فنام سيدنا علي وكله ثقة بنصر الله وبكلام النبي أنه لن يصيبه شيء يكرهه، لم يخف، لم يتردد لحظة، بل نام نومًا عميقًا كأنه في بيته وفي سريره، على الرغم من أن الخطر حوله، وأنهم يطوقون بيت النبي عليه السلام ويخططون لقتله.

لكنها الثقة بالله وبكلام النبي، والتربية السليمة المبنية على الرجولة والشهامة هكذا ربى النبي الشباب.

وإني أستاء عندما أرى بعض الشباب يقلد تقليدًا أعمى في الموضة والثقافة، وفي شئون الحياة، ويطبق ثقافة لا تناسبنا كمسلمين وعرب، ولنا ثقافة وموروث أصيل، ويشتد غضبي عندما أراه من الفتيات؛ لأن هذا التقليد يخرجها من عالمها الأصيل وثقافتها العربية ذات التاريخ القيم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

...

...