بدون غطاء
..............
عبرتُ الحدود
بلا حذر ولا قيود
وبدون تأشيرة
ولا صدود
ولم أجد أسواراً
ولا ثعالب ولا ذئاب
ولا أفاعي
تلدغ في الخفاء
بل وجدت
ابتسامات ورود
وترحيب
أذنت في القدس
وأقمت الصلاة
وتجولت في ربوعه
بدون خوف
ولا أشلاء
ثم تجولت في مدن
فلسطين
بقدامى
وبدون
رعبٍ ولا حارسٍ
ولا بندقية
ولقد عبرت الحدود
لسورية
حلوة الشام
ودرتهِ
السعيد
فوجدت القوم
يعيشون بأمن
وحبٍ عظيم
وتجولتُ في شوارعها
وفي حلب ورونقها القديم
فعبرت الحدود لبلاد
الرشيد
فغنيتُ معهم لحن
الإخاء في قصور
بغداد (العتيد)
وشربت من ماء الفرات
بطعمٍ لذيذ
وجلسنا على شطةِ
بنسيمهِ الرقيق
وتنفستُ عبق الماضي
الجميل
وقرأت أغاني الأصمعي
وشعر البوادي
وتاريخ الأجداد
البعيد
ثم توجهت لصلاة
في البيت
العتيق
بدون تأشيرة
فكلها بلادي
ووطني الكبير
فجلست بركن البيت
حتى أتوب
فكأني في الجنان
سعيد لأن بلدي
البعيد منها أصبح
قريب
وتوجهتُ لقبر الحبيب
للسلام عليه
وليكون لي
شفيع
ثم بعد ذلك
تذكرت اليمن السعيد
أرض سبأ وبلقيس
وحضرموت والخير
الكثير
فوجدت معتمراً
فقال :لي أنا منها
فهل شيئاً تريد؟
قلت : ما أخباركم؟
قال نعيش في أمن
وخيرٍ كبير
لا حروب ولا فقر
ولا شيطان مريد
فسعدت
فنظرت لمن هو أقرب
مني.
فقال لي ليبيا بلاد
المختار ماذا تريد؟
قلت أخبرني ما الجديد؟
قال : لي نحن نعيش في حبٍ
و بلا تمزيق .
ففرحت للجار
الحبيب
فتجولت بساحات الطهر
لأجد من تونس الخضراء
رفيق
فوجدت تونسي ومغربي وجزائري
ففرحت وبالأحضان
والترحيب
فقالوا : أطمئن نحن عن الخيانة
بعيد
بل نعيش في أوطاننا متماسكين
كحبل لوريد
فتذكرت السودان الحبة السمراء
لكن قلوبهم بيضاء
وألسنتهم كماء النيل
صفاء
والصومال وجيبوتي وموريتانيا
فقالوا :لي نحن بأمن
وأصحاء
لا مجاعة ولا شحناء
والعُربُ لنا إخاء
فزادت سعادتي
عند المقال
ودعوت للعُربُ وأوطاني
ليسّلم الله بلاد الخليج
من الشياطين والخبثاء
واللهم أحفظ النيل
والفرات من الدماء
فاستيقظتُ من نومي
على خبرٍ أبكاني
من سيناء
تفجير وإرهاب
وثلة من الجبناء
يا ليتني ما استيقظتُ
كان حلماً جميلاً
فوجدت نفسي أنام
بدون غطاء
فحاولت النوم
مرات ومرات
ليعود الُحلم
ولكنه أبى
فأثقلت الغطاء
وأسلمتُ عقلي
ليتمنى الأمنيات
لعلي أحظى بالنوم
وأحلم بأمن
الأوطان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق