وقفة تدبر في آيات الله.
يقول الله تعالى " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتَاكُم"الأَنْعَام/١٦٥
ويقول عزَّ وجلَّ "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات، ليتخذ بعضهم بعضًا سِخريَّا" سورة الزخرف /٣٢
تأملوا يا أحبتي هذه الدرجات التي خلقنا الله -سبحانه وتعالى- عليها، لم يقصد بها الدرجات المالية،التي يحلو لبعض الناس تقسيم الشرائح الاجتماعية على أساسها. وقد نص على ذلك حين فسرها القرآن الكريم في سورة الزخرف غقال:(سحريّا) أي سخر بعضكم لخدمة بعض؛فما أستطيعه أنا بما وهبني الله من قدرات فكرية في منحىً معين ، لا يستطيعه غيري. وما يقدر عليه فرد آخر لقدرات بدنية ، أو فكرية في مجال آخر لا أستطيعه أنا.ولذلك فالخَلق يكمل بعضهم بعضًا، ويحتاج كلٌّ منهم إلى الآخر احتياجًا مصيريَّا. فكما أنه لا يمكن ارتقاء السلم من أعلاه دون التدرج من الأسفل إلى الأعلى ، (درجات) كذلك فإن رأس الهرم في الدولة والمجتمع بدءًا من الرئاسة والمؤسسات، وانتهاء بالأسرة ؛ يحتاج إلى بقية درجات السلم لتسيير كافة أمور الحياة. لذا فالعمل كله شرف ولا نستغني عن أي عامل في حياتنا بدءًا بعمال المجاري وعمال النظافة، وانتهاء بمن يركب لنا (الدش) ويصلح لنا (الكومبيوتر والموبايل).
كلنا جواهر في عقد واحد ، لو سقطت جوهرة، كبيرةً كانت أم صغيرة لانفرط العقد، وهوينا جميعًا.
سبحان من وزع الأرزاق ، ووزع القدرات، فكرية وبدنية، وجعلنا خلائف الأرض ليكون بَعضُنَا في خدمة بعض ، فتستقيم أمورنا، ويطيب عيشنا، ونعمل في الحياة صَالِحًا كما أمرنا ربُّ العزة!!
لو أن حبة رمل في جدار سد قررت أن ترتاح وتخرج عما وضعت له، لتسربت المياه وأغرقت المدينة .
كلنا خلائف الأرض فسبحان من جعل بَعضَنا فوق بعضٍ سِخريَّا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق