المشاكل الأسرية وكيفية تجنبها
المشاكل الأسريَّة تعني وجود نوع من العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة والتي بدورها تُؤدّي إلى حدوث التوتُّرات، سواء أكانت هذه المشاكل ناتجة عن سوء سلوك أحد أفراد الأسرة أو الطرفين الرئيسيين فيها، وتؤدي كثرة الشجار والاختلاف بين
الأبوين، أو بين الأبناء، أو بين الأبناء والأبوين إلى جعل الأسرة في حالة اضطراب، ويفقد الأبناء هيبة الأسرة واحترامها والانتماء لها.
كيفية حل المشكلات الأسرية تحديد قضايا الخلاف يُشكّل النظر في القضايا المسبّبة للخلافات ما بين الزوجين ووضعها في قائمة من الخطوات الأساسيّة لحلّ هذه المشاكل، حيث يتبع هذه الخطوة أن يتمّ النظر في كلّ مشكلة على حدة، ومحاولة التوصّل للحلّ المناسب لها بطريقة ترضي الطرفين، والانتقال بعدها لغيرها من المشاكل بالتتابع، أمّا في حال كانت قائمة الخلافات طويلة ولا نهاية لها؛ أي أنَّ الزوجين يختلفان على كلِّ شيء، فلا بدّ من النظر للأسلوب الذي يتحدّثان فيه مع بعضهما البعض، وتحسينه إن لزم الأمر. عدم ترك المشاكل دون حل تحتلّ عملية التواصل ما بين الزوجين أهميّة كبيرة، خاصةً عند حلّ المشاكل، إذ يُمكن النظر في العديد من الاقتراحات التي قد تساعد على حلّ المشكلة، واختيار ما يُناسب الطرفين، ويمكن تحديد ذلك من خلال طرح الأسئلة حول الطريقة الأمثل للوصول لحلّ مُرضٍ؛ وعندها يُمكن اللجوء للمعالجة النفسية الزوجيّة، أو التحدّث مع مدرّب مختصّ بالعلاقات، أو الاطّلاع على الكتب المختصة بذلك، أو من خلال الانضمام للدورات التي تُقدَّم عبر الإنترنت والتي تُعنى بالعلاقة الزوجيّة. الهدوء وتجنّب الانفعال يُؤدّي الغضب العارم أثناء الخلافات بين الزوجين لاشتعال الخلاف، لذا لا بدّ من أخذ استراحة والخروج من المكان وتحديد موعد لاحق لاستئناف الشِجار، وقد يكون الخيار الأفضل التوجه للنوم، ممّا يسمح بالتخلّص من الأفكار السلبيّة، وإعادة تقييم الوضع، والتوجه بعدها للاعتذار والاعتراف بالذنب، ومحاولة التخفيف عن نفس الطرف الآخر والتعاطف معه.التواصل يساعد التواصل وامتلاك القدرة على التعبير عن المشاعر للشريك على حلّ المشاكل الحاصلة بينهما، لذا يجب الحرص على استخدام بعض العبارات التي تساهم في توضيح وجهة النظر دون اتهام الشريك بأنّه المصدر الرئيسيّ المسبّب لسوء الحال، فمثلاً استخدام الضمير (أنا) أثناء الحديث مع الشريك، حتى لا يشعر بالاتهام من قبل الطرف الآخر. فهم وجهة نظر الطرف الآخر يجب على كلّ من الشريكين فهم وجهة نظر الآخر، وتقديم التنازلات، والعمل على التفكير في احتياجات الشريك الآخر، إلى جانب مناقشة الموضوع، والتوصّل إلى فهم حول ما جرى وما سيجري في المستقبل. التعبير عن المخاوف بشكل بنّاء ينبغي على كلّ من الزوجين التعبير عن مخاوفهم بشكل بنّاء ومنطقيّ، حيث تُعدّ طريقة بسيطة وسهلة يمكن القيام بها خاصة في المحادثات الحساسة والشائكة التي قد تحصل بينهما. التركيز على الحل لا على المشكلة يحتاج الأزواج لتيسير طريقة حياتهم سوية التركيز على الحلّ لا على المشكلة، مع الحرص في ذلك على التأكّد من أنّ سير الحوار إيجابيّ، وأنّ أيّ إشكالية يمكن تخطيها طالما أنّ كلا الزوجين يفكران بالحل لا بالمشكلة والمعضلات التي يصعب حلها، ليعيشا حياة سعيدة رخية. تحديد وقت للنقاش ينبغي أن يواجه الزوجان بعضهما البعض، مع الالتزام بالهدوء، والسعي للتخلّص من الوضع الحرج الذي يمرّان بها بطريقة سلسة إيجابية، ومحاولة الاتّصال بالعينين، لإظهار الاهتمام بحديث الآخر، والمساعدة على الشعور بالترابط والانسجام مع بعضهما. التمرّن على الاستماع الجيّد إنّ الاستماع الجيّد ليس كل الحلّ كما يروّج البعض، إلّا أنه حتماً أحد الوسائل الرائعة المستخدمة لحلّ المشاكل الزوجية، ممّا لا شكّ فيه أن الأزواج يحتاجون إلى مهارات تواصل عالية للتفاهم فيما بينهم وللوصول لحلول مشتركة والتعامل مع ضغوطات الحياة ومتطلّباتها، إلا أنّه أثناء الخلافات يلجأ العديد من الأزواج الى التمسّك بالرأي وتكرار الكلام دون الاستماع للطرف الثاني وهذا حتماً ليس حلّاً للمشاكل، حيث ينبغي على الأزواج التمرّن أكثر على مهارات الاستماع لسماع رأي الطرف الآخر جيّداً قُبيل البدء بالحديث وإبداء الرأي أو الرد المناسب.التعامل مع المشاكل بنضج إنّ السخرية والاستهزاء والعبوس والتصرّفات العنيفة في التعامل مع التحدّيات ليست إلّا تصرفات طفولية لا مكان لها في العلاقات الزوجية الناجحة، فالعلاقات الناجحة تتسم بالنضج والهدوء في التعامل مع المشاكل، حيث يمكن للأزواج الاعتبار بأنّ هذه المشاكل هي وسيلة لإظهار التعامل الناضج وتوضيحه لأطفالهم للاقتداء بآبائهم وأمهاتهم، وهذا يتضمّن أيضاً احتواء الطرف الآخر ومحاولة تقبّل بعض سلبياته لضمان سير العلاقة الزوجية بطريقة صحيّة وسليمة. اتخاذ القرارات بشكل تعاوني إنّ عملية اتخاذ القرارات بشكل فردي ليست الوسيلة الأمثل، حيث إنّ عملية نقاش المشاكل والمخاوف بين الزوجين ثمّ العمل للتوّصل إلى مجموعة من الحلول للوصول بالنهاية إلى حلّ متفق عليه من قبل الزوجين سويّاً هو الخيار الأمثل لاتخاذ القرار بين الزوجين، حيث إنّ الحياة الزوجية مليئة بالأمور التي تتطلب التوصّل إلى القرارات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق