قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) [سورة النّحل: 72] عندما خلق الله أبا البشرية آدم عليه السلام
لم يخلقه وحيداً، بل خلق له من ضلعه زوجة تؤنس وحدته، وتقضي على وحشته، وتكثُر من نسله، فكانت تلك أول لبنة وضعها الله عز وجل في حياة البشرية لإعمار الأرض بالسعي في مناكبها، والوقوف على مظاهر النقص فيها لسدّها، الأسرة في اللغة هي الدرع الحصين، وتطلق على الجماعات التي يربطها أمر مشترك، وجمعها أُسر، والأسرة في علم الاجتماع هي عبارة عن مجموعة من الأفراد اللذين يرتبطون معاً بروابط الدم والزواج ويتفاعلون معاً، وعرّفها بعض علماء الاجتماع بأنها الخلية الأولى في المجتمع، وتتكون من مجموعة أفراد تربطهم قرابة معينة وعواطف مشتركة، ويعيشون في منزل مشترك ويقوم كل منهم بدوره الاجتماعي في الأسرة، والأسرة أيضاً تعتبر النقطة الأولى التي يبدأ منها التطور، والوسط الطبيعي الذي يترعرع فيه الفرد، تنبع أهمية الأسرة من إطار أساليبها في بناء قيم الأبناء وسلوكياتهم، حيث يبدأ التوجيه القيميّ من نطاق الأسرة، ثمّ من المسجد، فالمدرسة، فالمجتمع، وبمعنى آخر فإنَّ الأسرة هي التي تُنشئ أطفالاً مُدركين الحقّ من الباطل، والخير من الشرّ، وهذه بعض التوجيهات التربويّة التي يجب التزامها واجبات الأسرة أهمّ؟ واجبات الأسرة تجاه أفرادها الاهتمام بهم والعمل على تنشأتهم تنشئة صالحة، كما حثّنا ديننا الحنيف على أنّ الاسرة السعيدة يجب أن تقوم على أساس المساواة بين أفرادها، وبث روح الثقة والمسؤولية بفي نفوسهم، كذلك تعويدهم احترام القيم والعادات والتقاليد التي تربى عليهاآاباؤنا وأجدادنا، واحترام الأنظمة الاجتماعية ابتداءً من حقوق الآخرين، واستمرارية التواصل، ونبذ السلوكيات الخاطئة لدى الأبناء من خلال التعصب الذي يعدّه البعض اتجاهاً نفسياً قوياً، كذلك يجب على الوالدين متابعة الأبناء واعطائهم دروساً وارشادات تعينهم على تمييز الصواب من غيره، كذلك يجب على الوالدين إعطاء أبنائهم اهتماماً كافياً من خلال الجلوس معهم ومناقشتهم في أمورحياتهم، ومتابعتهم في شؤونهم الخارجية، كما أن للدين دور قوي في توعية هذه الأسرة فقد وضع لنا منظومة من القيم والمبادئ والأساسيات التي تتناغم بشكل كامل، ووتحد لتعطينا دليلاً ومرشداً يساعد كل أسرة على تربية أفرادها، وجعلهم أعضاء فاعلين في مجتمعهم، أمّا الدور الأساسي والأهم للأسرة هو عكس العلاقة الطيبة بين الوالدين أنفسهم لتنشئة جيل متصالح مع نفسه، وجعله سوياً قادراً على مواجهة مصاعب الحيا، فما أجمل أن تسود عوائلنا قيم الصلاح والمسؤولية والعفاف، وأن يُراعى في حل ما تتعرض له من مشاكل وأزمات الحكمة والتَّفهم والروية؛ لنكون خير أمّة أخرجت للناس، ولنؤدي ما أوكله الله إلينا من أمانة على خير وجه، فالأسرة مصنع الرجال وبذرة المجتمع الذي إن صَلحت صَلُح، وإن ساءت أضحى لا خير فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق