اكثر المقالات قراءة هذا الاسبوع
جريدة ألماس الشرق _سلام القلب _بقلم /أمل سلطان

سلام القلب
فى العصر الحديث وعلى اثر التقدم الذى يحدث فى بعض المجتمعات التى تدعى الحداثه والتطور فقدت تلك المجتمعات الكثير من معانى التعاطف والتراحم الإنسانى والإخاء حتى لم يجد الفرد من يحدثه كل فرد يمشى بمفرده لا يهتم به أحد وهو لا يفرق الكثير عند أحد ، يريد أن يتحدث لا يجد من يسمعه يحتويه ويحتضن غربه نفسه وألمها . فلجأ من فرط فقر العاطفة إلى تربية الحيوانات الأليفة التى تشعره بالألفة والأهتمام ، التى تسمعه دون جدال وإختلاف ، تحتويه بنظراتها دون أن تقتل مشاعره بخناجر الكلمات ، تناجيه وتحاكيه فقط بالإحساس والمشاعر.. فكم من البشر لجأ إلى الحيوان الأليف ليشعر ببعض إنسانيته معه ، وبالسلام والأمان فى ان الذى يبوح به صدره لا يؤخذ ضده او يتنمر أحد عليه ، وينتظر له غلطة ليغتاله نفسيا، يقول جبران خليل جبران ( وقاتل الجسم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشر ) فكم قتيل بيننا روحه تنزف وحده ووجع وظلم ، وكم من ظالم يمشى متباهي على جثث قتلاه ولا يبالى ، كم من العيون تبكي دون دموع من ألم الحياة وشدتها ، كم من النفوس يملؤها الانين وهى صامته عازفه عن الكلام فاللصمت مهابه لا يعرفها الا الرحماء..
لو تمكنا من رؤية قلوب البشر لرأيت فى كل قلب قصة وجع ، نحتاج جميعاً صغاراً أو كبار إلى الدعم النفسى نحتاج إلى الملاذ الأمن ، من نلجأ له ليسمعنا فقط ليحتوينا ويضمد جراحنا ويشد من أذرنا ويدعمنا ، نحتاج لدفِء القلوب والرحمة فيها ، للحضن الدافىء المغمور محبه وسلام وأمان الذى يمدنا بأكسير الحياة كى نستمر بأمل ويقين وثقه ، كثيراً ما كنت اسمع عبارة كن قوياً كنت أظن حينها أن القوة فى القسوة والتجاهل والامبالاه أو كن قوى فى القوة الجسدية ولكنى أيقنت أن القوة المقصودة هى قوة القلب وما به من إرادة فى إنه مهما تحطم وتهشم ما زال ينبض أمل وحياة يتدفق عطاء ..!لذلك اما آن الأوان أن نفوق من غفلتنا لما القسوة لما الظلم والكره والبغض لمتى سندبر لبعضنا المكايد والحيل لمتى تكون الأذيه والضرر نابعه من قلوبنا لا نتمنى الخير لبعضنا ؟ ..
احدثك انت يا من تصلك كلماتى وتقرأها ماذا عن قلبك انت هل هو باللين الرحيم ام بالقاسى الذى لا يرحم الذى يخشاه الناس من فرط قسوته ؟ إذا أردت أن تشعر بلين القلب ، تقرب من الله إعلم إنها دنيا ما من احد خالد فيها ، كلنا راحلون بأعمالنا إلى عالم بلا عمل ، عالم الجزاء وليس امامك الا طريقين طريق الجنه يا طريق النار فماذا تختار؟ ، أكثر من الطاعات والتوبة والإستغفار فالذكر يلين القلب ، انظر بقلبك الى كم المرضى والألام التى يشعرون بها ، وأنت معافى صحيح ، أستمع لأنين آهات الألم من صدر مظلوم لا يستطيع رد الظلم عن نفسه لتحمد الله على راحة قلبك وسكينته ، أرحم يتيم وامسح على رأسه ، اعطف على كبير جار الزمن عليه ولا يجد من يعوله ويساعده ، تكفل بأرملة لا تستطيع العيش والإنفاق ، فينابيع الخير كثيره فهل من باحث عنها ؟ كن قويا بذاتك رحيما بقلبك مختلفا فالعالم مكتفى قسوة وعش بالإنسانيه ، كن على فطرة الله التى خلقك عليها وكن كما أنت لإنك جميل كما انت...نعيش فى عصر تتعدد فيه الأمراض والأسقام ومضاعفاتها ولكن لكل مرض دواء يعالجه ويطيبه ويشفيه ، او مصل يقاومه ويحصنا،
ولكن هناك أمراض ليس لها أعراض يبدو فيها الإنسان ظاهريا انيقاً متعافيا ولكن يوجد مرض يسرى فى أرجاء نفسه ويحتل قلبه فيعمل على تدميره وقتل إنسانيته فيحوله مهما كان شكله جميلا إلى إنسان قبيح مشوه باطنيا ، تلك أمراض القلوب التى تحول قلب الإنسان الى قلب قاسى ميت مريض مغمور بالاحقاد والشرور..
نحن جميعا نسأل من اين أتت القسوة أهى فطرة خلقنا عليها ؟ وكيف تحجرت القلوب التى تنبض بالحياه فى الصدور وأصبحت أشد قسوة من الحجر؟ وكيف اصبحنا لا نتراحم بيننا ولا نرحم بعضنا ؟ كيف يعيش الظالم قرير العين ينام ملىء جفونه ، ويمرح ويسعد ويتباهى بظلمه ونفسه مملؤة بالحقد والكره والقسوة لأحد ولربما كان اقربهم اليه ؟، على اى فطرة خلق الظالم على اى دين يعتقد ، وكيف يبرر ظلمه ويحلله لنفسه بل ويحاول ان يقنع به من حوله انه على صواب فى طغيانه وبطشه ..
يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
فسبحانه الحق العالم بخلقه يشبه تلك القلوب انها اشد من الحجارة قسوة وان من الحجر ينبع الماء والخير اما من تلك القلوب لا ينبع الا كل كره وحقد فيالهم من بشر ويالها من قلوب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق