بائع عصير من كوكب آخر
صلت ركعتين لله وارتدت ملابسها واخذت المسبحه في شنطه يدها وكيس اسود تحمل فيه كل مجوهراتها من ذهب وماس وقد قامت بفصلهم عند عده جواهرجيه
الحزن يمليء جسدها وابت الدموع ان تنزل من عينيها المتحجره غضبا وقسوه وغليان في ضلوعها فقد قررت الانفصال عن زوجها الذي دام زواجهما اربعين عاما
لم يتحملها ابنائها مكثثت اسبوع عند ابنتها الكبيره فجلست تشتكي الاحوال وقله المال تبتز امها عاطفيا لتخرج ما لديها
وجلست اربع ايام عند الوسطي ففتحت لها تحقيق اين تذهبين لماذا اكلتي الطعام قبل ان تسالي طعام من. ان اردتي الاقامه والاكل بحريه ادفعي نصف مصروف المنزل ونصف الايجار
وذهبت للصغري فكانت حنونه جدا معها وقالت لها يااماه استقلي بنفسك ولا تجلسي عند احدنا ومادام والدنا تركك دون مال وانتي في الستين من العمر دون وظيفه دون معاش دون مال
معك ذهبك بيعيه واشتري شقه والباقي ضعيه في البنك واصرفي من ربحه
وكانها خططت لها واحه هدوء ففعلت
ركبت التاكسي وشريط الذكريات امام عينيها يمر.
كم كانت زوجه حنونه وعطوفه. تذكرت كيف جمعت مع زوجها الاموال. تذكرت رحله الكفاح الطويله وتذكرت الصاعقه عندما طلقها في هدوء دون اي حديث يذكر لانه تزوج شابه ورفضت ان تمكث الاولي علي زمته
تذكرت بناتها وهي تطعمهم وتحميهم وتذاكر لهم الدروس.
تذكرت عند نجاحهم في كل مرحله. تذكرت عندما احبت كل واحده منهم. تذكرت احاديثهم عن مغامراتهم العاطفيه في الجامعه
تذكرت كيف زوجتهم وفرشت بيوتهم وضيفت النسب الجديد والمجاملات والعزومات لكل زوج واهل زوج بناتها
تذكرت اخوتها البنات والرجال وتنصلهم ايضا لها وهي من وقفت معهم وربتهم جميعا لانها الكبيره فيهم
تذكرت اباها وامها ورحلت كفاحها معهم لتربيه اخوتها
كان شريط الذكريات يجري بسرعه رهيبه. وكأن السنون لحظات
الان. وصلت
الي الصاغه فوجدت المحال مازالت مغلقه وهي في الحاديه عشره.
كان الجو حارا جدا .وجدت محل عصير فدخلت وجلست علي كرسي تحتمي من الشمس وطلبت
عصير قصب وجلست تشرب في هدوء. قالت له اسمح لي بني ان اجلس معك حتي يفتح محل الذهب الذي بجانبك
قال طبعا امي علي راسي. اتي بعض الزبائن بنات مائعات من المدرسه المجاوره يضحكن فيثور عليهن اتادبي..
اخذت تدقق في بائع العصير فوجدته شابا مسكينا تبدوا عليه علامات عدم التركيز او يسميه العامه... عبيط.. راسه غير مستقره يهتز من وقت لاخر
سالته مااسمك قال مصطفي قالت ممكن تحضر لي فنجان قهوه من اي مقهي. قال حاضر.
قالت له اغلق درج المال قبل ان تذهب وخذ مفتاحه معك. فجاءه اعتدل وكانه رجل آخر وقال بصوت تغير فجأه انتي معك ذهب بمليون جنيه ومئه خمس وسبعون الف هتبصي علي ملاليم
ذهلت السيده مما قال وكانها صعقت بصعق كهربي وكان ما قاله كان حلم لم يكن حقيقه
احضر القهوه وجاء وقال ادعي لي اماه
قالت ادعي لك قال نعم فانتي من الصالحين
قالت انا قال نعم وهو يهتز ويداه ترتعشان وعينه زائغه لاتستقيم الا في السماء
قال لها متزوج وزوجتي تضربني كثيرا وانا احبها وتاخذ اولادي عند اهلها ولاتطعمني وتقول الخمسين جنيه التي تعطيني اياها كل يوم لاتكفي اولادك
لاتاتي البيت دون مال. اشتقت لها كثيرا ولا ادري من اين اتي لها بالمال
تريد مني 1000 جنيه دفعه واحده لتشتري ملابس لها وللاولاد للعيد
انا نفسي افرحها وافرح عيالي. رق قلب السيده واخرجت من شنطتها ثلاثه اضعاف المبلغ واعطته اياه واعطته رقمها وقالت له كل شهر تكلمني هابعتلك اللي فيه النصيب
دخلت سيده طلبت عصير فرفض ان يعصر لها وهاج بهستيريا امشي امشي من هنا
خافت منه ومشيت علي الفور. ودخل رجل فعصر له ودعي له.
رن هاتف السيده.. الصائغ صديقها في الطريق لفتح المحل. قالت انا في انتظارك عند بائع العصير داخل المحل
فجاءه انتفض الشاب واستقام عوده واتزن وقال لها اماه لاتذهبي. الرجل لص وقد دخل المحل من الباب الخلفي من نصف ساعه وهو يفعل شيئا ما في الميزان الالكتروني ليسرقك
في الميزان
تحدث كانه آله وكانه مصمر علي الارض بصوت كله ثقه وعقل وجبروت رجل حكيم
ارتعدت السيده منه واصفر لونها وخافت جدا وضربات قلبها تكاد تخرج من صدرها
من هذا. هو يتحول. ياالله لسانها ثقل جدا. كانت تقرأ المعوذات بقلبها فيردد معها المعوذات دون ان تفتح فمها تقرا ايه الكرسي فيردد معها دون ان تستطيع ان تفتح فمها
ثم انسحبت تلك الرعده وكان الكهرباء غادرت جسدها التي شعرت بها
استاذنت منه وقالت السلام عليكم. قال لها وعليكم السلام تعالي الي ثقب في الباب اريكي انه في الداخل الان
خرجت من المحل واشار اليها في ذالك الاتجاه فرات الرجل فعلا في الداخل يفعل شيئا ما
تيبست قدميها وبعد دقائق وجدت الجواهرجي آتي من الشارع الخلفي بسيارته وركن وبدا يفتح المحل وهو يعتزر عن تأخره لزحمه الطريق
فاعتذرت منه وذهبت مسرعه وقالت له في كارثه لازم الحقها وهي تجري مهروله بعيده عنه وبائع العصير يبتسم لها وقال في أمان الله ياامي
حينها ادركت انه مرسول الله لها وان الله مع المقهورين المظلومين في الارض يراهم ويشعر بهم ولايترك عباده الصالحين الصابرين ابدا
من كتابي
ضمير تحت الطلب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق