كل شيء يوحي بالكآبة والملل ، الهموم تتناوبني وكأنها لم تجد أحدا تصاحبه وتنادمه غيري ، صرت من حالة سيئة إلي أخري أشد سوءا ، ما طرقت بابا إلا وجدته موصدا ، إلا أبواب الهم فإنها مفتوحة علي مصراعيها ، تفيض عليَّ بكل ألوان الهموم فيضا
عارما كالسيل.
لقد تأخر الوقت ولا نوم يخامر عيني ، وأنَّي للمحزون أن يزوره النوم !
سأستلقي علي السرير لعلِّي أغافل الهموم وأنام خلسةً .
أَتَذْكُرُ في الصباح عندما عنَّفك المدير وجعلك أُضحوكة المؤسسة؟! ، وحرمك من الإجازة ، أم نسيت صديقك الخائن الذي خاصمك عندما علم الهموم والمصائب التي حلَّت بك.
أَتَذْكُرُ ذلك الشاب الصغير المبدع الذي ينافسك علي إدارة القسم ؟!،واستطاع أن يستميل مجلس الإدارة إلي صفه ،كما أن المدير يدعمه لأنه يملك من المواهب والملكات ما عجزت عن الإلمام بها.
أتذكر أتذكر ؟!، لا لا لا أريد أن أذكر شيئا أريد أن أنام قليلا فقط ، لقد أعياني التفكير ، هل أقترب من الجنون؟
ما هذه الأشياء التي تهاجمني؟! ، كلُّهَا أفكارٌ سلبيةٌ، كيف أنام ؟، سأعد من واحد حتي مئة واحد اثنان .................تسعة وتسعون، ما هذا الشيء العجيب الذي يقترب مني؟! ، أعوذ بالله أهو شيطان ، لا إنها أنثي
أظنها شيطانة ، أعوذ بالله، أعوذ بالله ،أعوذ بالله ،أعوذ بالله ، ما هذا ألا تتأثر هذه الشيطانة من ذكر الله ؟، آآآآآآآآآه فهمت هذه شيطانة فلا تتأثر لأنها أنثي .
لقد اقتربت مني يا ليلتي التي تشبه وجه البليد ليلة ظهور النتيجة، لا نوم ولا أنيس يداوي وحشتي سوي هذه الشيطانة، ربما هي شيطانة طيبة قد رقت لحالي ولما أصابني من هموم فأتت لتؤنس وحدتي وتمسح دمعتي ، وكيف آنس بشيطانة ؟! يا لك من أحمق يا سعيد ! ، سأتلو آية الكرسي وأعتقد أنها ستكون القاصمة لهذة الشيطانة؟ .
مستحيل مستحيل ، إنها لا تتأثر من تلاوتي لآية الكرسي ، ما هذه الليلة أهكذا تكون الخاتمة ؟!، أختم يومي وبعد كل معاناتي بشيطانة ، أو جنية لا يهم الأسماء المهم ما أنا فيه وهذا الشيء الذي لم تتضح معالنه بعد ولا يفصله عني سوي عدة بوصات اللهم سلِّم .
حتي آية الكرسي لم تؤثر بها ، ربما تحصنت بشيء ما قبل أن تزورني ، ولكن ما هذه التحصينات التي تحصَّنت بها ، سأحاول أن أتجاهلها وأغمض عيوني ، فلعله حلما مزعجا أو تخيُّلات ، سأحاول النوم ، ولكن كيف أنام من هذا الشيء ؟ !، قد يكون كابوسا يراودني مثل تلك الكوابيس التي كانت تزورني كل ليلة منذ فترة طويلة وغابت عني ،وأعتقد أنني إعتدت علي مثل هذه الأشياء ولم تعد تفزعني مثلما كانت تفعل سابقا ،ولكن هذه الشيطانة لم أري لها مثيلا قط ،قد تكون من بنات إبليس.
ثم أن الكابوس يأتي أثناء النوم وأنا مستيقظ فكيف يكون كابوسا ؟ ، ربما أنا نائم وهذه حلم واختلط الحلم بالواقع كقصص الفانتازيا التي أحب قراءتها ، أي شيطانٍ أرسلكِ إليَّ أيتها الشيطانة ؟!، لعله سحر سفلي قد تحصنت به فلا يصلح لصرفها أي شيء.
سأضغط علي إصبعي لكي أتأكد من أنني لا أحلم ، ويا ليته يكون حلما .
آه آه أنا أشعر، إذن أنا مستيقظ ولست نائما ، يا للهول إنها تقترب مني ، عيناها تخرج نارا كالبرق الصاعق وحدقة عينيها تتسعان مثل الدوَّامة التي تبتلع ما تجده ، ما هذه العقد التي تعلو جبينها ، وهذا الشعر الغجري الذي يشبه ورق شجرة كثيفة الورق بعد أن أصابتها صاعقةٌ من السماء ، يا لحظي التعس ! ، أهكذا أختم يومي وبهذه ؟! ، وكيف أتت هنا بجانبي ؟! ، أهي شيطانة قد أرسلها إليَّ ساحرٌ خبيث ؟! ، أم جنية عابرة سبيل ورقَّتْ لحالي ولما أصابني من شقاءٍ في هذا اليوم ، ويا ليتها ما رقَّت ، فلا أريد مؤانستها ، إنها تمد يديها إلي ، وتطبقُ علي صدري ، يا للهم الجاثم علي صدري المسكين !، ما أقبحها !، سأحاول أن أبتعد عنها ببطءٍ ، إنها تحدِّقُ إليَّ بعينيها الشيطانيتين ، ربما تفترسني ، لا أستطيع الحراك فلقد تجمدت أطرافي وكأني أسير لماردٍ جبَّارٍ لئيم في كابوس .
أشعر بقشعريرة شديدة ، ربما سأغيب عن الوعي ، أخاف أن أفقد الوعي فتقتلني خنقا أو حرقا ، لقد جربت كل التعاويذ فلا يصلح معها أي شيء.
إنها تكلمني :سعيد سعيد استيقظ يا سعيد فلقد تأخرت عن عملك
من من من ؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
قالت :بسم الله الرحمن الرحيم ! استيقظ يا سعيد .
من أنتِ من أنتِ ؟
استيقظ يا سعيد فلقد تأخرت عن العمل !.
قم أيها الكسول الأكول النؤوم الفاشل.
سعيد :صباح الكآبة ، بدأ يومٌ جديدٌ من الكآبةِ ، لقد عرفت سبب شقائي الآن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق