ملاذٌ
ترتعش أطرافي فلا أشعر بالدفئ و الأمان إلا و أنا أتنفس بين أحضانه، أسردّ و أروي حكاياتي، أشكو.. أتألم.. أحكي أخطائي و فشلي دون خجل، يقطر من دمه و يسمع.. لا يصغي إليّ بل ينصت.. لا لا يتقمص دوري دون أن يملّ، يحس بأناتي و آهاتي، يشعر بذفاراتي و كأنَّها آخر أنفاسي، و إذا أحبّ قلبي أو كره أحدٌ لا يتضجر مني بل يُشعرني بالحُبِّ دومًا، يطمئني، أسمعه يهمس و يقول : أنا أعرفكِ أكثر منكِ أنتِ نقية كالثلج، شمعةٌ تُحرق من أجل الغير، قمرٌ ساهرٌ يُسامر مَنْ حوله، فحنانكِ يهطل يتصبّب منكِ فأنا أكثر مَنْ يشَّعُره حين تلامسني أناملكِ، أنا بئرُ أسراركِ، أنسيتِ كم مرةً من الليل تصحو عَباراتكِ تسبق عِباراتكِ و ما بين الجُملة و الأخرى تُخفي ضعفكِ، أحيانًا ترتابي و تمحيها لا يعلم عنها غيري و أنتِ، لن تجدي مثلي تشكي له همكِ فأنا الوافي لكل ما جأش و جاش به صدركِ، ستظلّ بصيرتي بين السطور ترى ما عمت الأبصار عنه، لا أنهي حديثًا و إن طال حتى تمنعي عني المددُ أو يجف فيِّ الحبرُ، فأنا الذي أقسم بي الرحمن و تشكلت بي الكلمات أتحدث كل اللغات أنطق جميع اللهجات، رصاصٌ أنا دون سلاح، أصوب الطلقات دون دماء و أميل للحق دومًا و أتمايل مع الأشعار، أضم الأحباب و أفتح أبواب الآمال و أحطم كل الأحباط، على سني تتراقص الحروف بجميع الألوان، سلامٌ على حبيب الشعراء.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق