كورونا ...وثقافة الإختلاف
إن الإختلاف هو سنة الله في خلقه، فما جاء إختلاف ألواننا وألسنتنا وأشكالنا وهيئاتنا وقدراتنا إعتباطا أو طبقا لقانون بشري وضعناه إنما هو قرار إلهي يندرج تحت قول رب العالمين " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون". ولو أراد الله ان نكون
نسخة واحدة متشابهة في اللون واللسان والأشكال والهيئات والقدرات لفعل، فبتفسير الآية فإن قدراته ليس لها حدود وهو الخالق وكلنا مخلوق.
ولقد إختلفت الأقوال والرؤي فيما أصابنا من مصيبة الوباء، فمن قائل أنه قد تم تصنيعه في الصين كسلاح تقاتل به الغرب، ومن قائل أنه مصنع في الولايات المتحدة الأمريكية ، لتسود به العالم وتفرض عليه شروطها، ومن قائل أن المصنع هو شركات الأدوية بغية تحقيق مكاسب بعد أن تقدم اللقاح المناسب ويقول آخر أنه قد تم تصنيعه تمهيدا لتركيب شريحة الكترونية بجسم كل إنسان تقوده من خلالها قوى كبرى وكأن البشر صاروا بعضهم لبعض عبيدا ، وكأن رب العالمين يرضى لعباده أن يصيروا قطيعا يساق بأيدي مخلوقات أمثالهم . وكلها أقوال لها ما لها وعليها ما عليها، ومن ثقافة الإختلاف أيضا أن لكل منا حرية تصديق أو رفض هذا القول أو ذاك.
إلا أنني أميل إلى الإعتقاد بأن رب العالمين الذي خلق الإنسان وكرمه وجعله خليفة له في الأرض، وميزه بالحكمة والعقل ، ثم أرسل له بالرسل كلما رأى من سلوكه إعوجاجا ، فقدموا له النصح وحملوا إليه رسائل التوجيه والتصحيح من الخالق ليستمر في مسيره إلى الغاية التي خلقه الله من أجلها، لا يمكن أن يسمح لفئة أن تأخذ دوره أو تقوم مقامه – حاشا لله لا شريك له- فتتحكم في مصائر البشر، إنما هي رسالة من رب العالمين إلى خلقه مؤداها : أن"استقيموا فقد بلغ عصيانكم مداه . واستووا فقد بلغتم من الإعوجاج مبلغا. وها انا ذا أبعث إليكم مخلوقا من أوهى وأضعف مخلوقاتي لاتكادون ترونه ، أقعدكم في بيوتكم ، وأفقدكم لذة الحياة ، وبه ضاقت عليكم الأرض بما رحبت وضاقت عليكم أنفسكم فكم بنيتم من إقتصاد فهدمه، وكم أنشأتم من دور لهو فحرمكم إرتيادها ، وكم من علاقات إجتماعية كانت تسهل عليكم الحياة فحرمكم إياها وألزمكم بيوتكم خائفين مترقبين أيكم عليه الدور ، حتى دور العبادة التي فيها تؤدون ما فرضت عليكم من صلوات إبتغاء مرضاتي وفيها تنالون الراحة النفسية والهدوء الروحي ، منعكم أن تقربوها"
أيقدر على ذلك غير رب العالمين؟ أظنكم جميعا تجيبونني : لا.....إذن فليراجع كل منا مواقفه مع ربه. وليصحح ما فسد منها ، ويدعوه مخلصا له الدعاء وسيجد الله غفورا رحيما.
=======================

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق