(رحلة ...قصة واقعية )
*****
جملة واحدة كانت تتردد تنشر الفرحة
في أرجاء البيت هنروح أبوالعباس
المسافة بسيطة
من اللبان (ش السبع بنات)
على شريط الترام أو من داخل السوق تحتاج نصف ساعة سيرا ممتعا على الأقدام لاتشعر بمرور الوقت ولا تحس بالتعب عبر حلقة السمك أو زنقة الستات كما سمعنا
لكننا نصمم على الخروج من شريط الترام الواقع على يمين المبنى العتيق الذي يشعرك بالرهبة
(دار الحقانية)
اسم يتوسطه ميزان يشعرك بالحق والعدل في آن واحد ؛
ريا وسكينة اتحاكموا هنا واتعدموا هنا ؟!!
تسمع الجملة دي يتملكك الرعب
تتلألأ فاترينة أسلحة فتح الله تربط بعقلك الصغير بين حوادث القتل وبين حسب الله وبين أسلحة فتح الله خيوط متشابكة عنيفة ولا شيء في الواقع يربط بينهما سوى خيال الأطفال والصبية
الوجوه تبتسم تنطلق فرحة نحو اللامنتهى حين تعبر إلى منصة الجندي المجهول وميدان المنشية ليمتد البصر أمامك إلى حد لا ينتهي
ينعرج الفوج الكبير يسارا ويختلف الجميع نكمل مشي ولا نركب التورماي ؟ وبين الرأيين والاختلاف نختفي أنا وخالي نقطع مسافة في ممر ضيق بسرعة ونتركهم في خلافهم المتكرر في كل زيارة
نقف على ناصية قريبة في منتصف المسافة إلى المسجد لنلتقط الأنفاس ليس تعبا ولكن جولة تأملية في الجمال ونأخذ كوبا من العصير أو (الآيس كريم)
ينتهي الخلاف كالعادة بانتصار الفريقين فقد انقسموا إلى فريقين جماعة ركبوا الترام برغم قرب المسافة وجماعة عند محل العصائر فاجئونا بطلب آيس كريم
ومن ركبوا الترام أطلقوا أصواتا تدل على الانتصار والفرحة والشماتة فينا !!
نصل إلى باب المسجد نصعد درجات السلم العالي الرخامي اللامع
الوجهة ناحية المسجد لانلتفت يمينا ولا يسارا الأدب في ساحة أبي العباس جلال الموقف ونحن صغار يشعرنا كأننا في صلاة
ندخل عند الباب نضع الأحذية البعض يدس حذاءه داخل كيس الملابس خشية أن يضيع ندخل نقرأ الفاتحة وقوفا عند المقام
نخرج بعد الصلاة نجتمع كلنا ويعود الخلاف نروح الأنفوشي ولا راس التين وينتصر الفريقان مرة أخرى جماعة هنا وجماعة هناك لنجتمع في السهرة عند اللسان ولمن لا يعرف اللسان هو طريق ممتد كالكورنيش يعج بالزوار والبائعين عصير وشاي وبيبسي وفيشار وذرة مشوي ولب وسوداني وحمصية وسمسمية
وكل ماتحتاجه لقضاء وقت خيالي لما بعد منتصف الليل .
تجلس بين دفعات الأمواج من كل ناحية
تأتيك موجة قوية تغرق ملابسك وأنت في غاية السرور والكل يضحك يبتسم يغني ولرمضان في (عروس البحر ) ذكريات ومواقف يكفيك أن تتناول سحورك هناك مرة واحدة لن تنساها طول العمر
وعدت إلى المكان منذ شهور قليلة نفس المكان هو هو والوجوه كما هي
ولكن الاختلاف كان هذه المرة أين رفاق الرحلة؟؟
والصورة من هناك منذ ثلاثة أشهر مضت قبل عودتي إلى غربتي .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق