السجين
هاهو قابعا في محبسه مهموما بوحدته القاتله وحريته المقيده يأمل أن تطلق حريته يوما وأن يري نورها الغائب عن عينيه وتمتليء رئتيه بهواء جديد غير هذا الهواء حبيس صدره والسجين مثله.
ان يتناول طعاما يحبه ويشتهيه غير هذا الطعام الذي يأتيه فياكله رغما عنه مجبرا.....أن يرتدي ملابسا يختارها بإرادته.....أن يسهر أو ينام كما يحلو له دون قيودا ملزمة له...يخرج الي الدنيااا أو يظل في بيته باختياره لاحارس ولا ابواب مغلقه ولاحرية مسلوبة ولا رقابة مفروضة عليه....يمر الوقت كالسلحفاة العجوز كسولة يزداد بطؤها...يزداد ضيق صدره بمحبسه فيركل ماحوله متمرداااا...
ويضرب بيديه كل مافي الخلاء..فيصطدم بجدران محبسه.....تارة في يده وتارة قدمه وآخري برأسه.....فيجلس مرهقااا مستسلمااا...اين يذهب؟؟؟؟..
لابد أن يقضي مدة حبسه وان يرضي بقدره حتي يمن الله عليه بالحرية.
كلما مر الوقت يعود إليه مرة أخري توتره وقلقه الي حد يكاد يصل الي الذعر
من مواجهة المجهول القادم مع حريته...
فجأااة...
يترامي الي مسامعه ضجيج..واصوات غير متضحة بالخارج...لايتبين له مايقال ولامن هم الذين يتحدثون ....ماهذذذااااا؟؟؟؟
كأن الجدارن كادت أن تهدم أو أن زلزالا .شديداااا.قد ضرب الارجاء من حوله....يتقوقع خائفا مذعورا ..من هؤلاء..؟؟؟؟يفتح محبسه...تمتد يدااا إليه برفق تخرجه من سجنه وتتلقفه اياد لايكاد بري وجوهها ..للإسراع بإخراجه وإطلاق حريته..يغمض عينيه قارصاا بشدة علي جفنيه....خائفا من هذه الاضواء الجديدة عليها...يترامي الي سمعه...(((ماله ..ساكت ليه..)))
تربت عليه اياد ..تحاول أن تنبهه فيصرخ مذعورااا صراخا متوالياااا...
تنطلق زغرووودة تليها كلمات من احداهن ....
الحمد لله الحمد لله..((فين أبوه..؟؟؟ مبروووك... ولد ..ولد ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق