لدى البعض أفكار تبدو عظيمة، ولكنها في عيون من حولك أفكار مستحيلة ساذجة, يقابلها البعض بتهكم وسخريةٍ، فينتابك الندم على قرارك بالتحدث
معهم، فهم لا يملكون غير السخرية، وقليلاً ما يفكرون بجديةٍ, أو يضعون الأمور في نصابها الحقيقي.
فالتافهون هم من ينظرون إلى الحياة بنظرة سخريةٍ هدامةٍ، ويفقدون فيها كل ما هو طيب، وبمجرد أن يتحدثوا معك تكتشف عمق العالم التافه الذي يعيشون فيه, والسطحية الرهيبة في أمور حياتهم, ومع ذلك يحاولون أن يفرضوا على من حولهم مدى رؤيتهم, التي لا أساس لها من الثواب والحقائق.
ولكن كن أنت من يضحك في النهاية بما تؤمن به، وبما تسعى لتحقيقه، والذين سخروا منك في البداية, سوف تجدهم في انتظارك في النهاية عندما يتحقق حلمك وهدفك.
تذكر من كانت بدايتهم غاية في القسوة والصعوبة, وأفكارهم سبباً فيما وصلوا إليه, بعد محاولات لا تهدأ ولا تعرف الاستسلام, ولا التوقف عن المحاولة، بل أعادوا تجاربهم آلاف المرات, وتصحيح وتعديل ما يحقق الوصول إلى أهدافهم. لحظات ساحرة في حياة الناجحين والذين أبهروا العالم كـ "الإخوين رايت" عندما قاموا بأول عملية طيران ناجحة، وأديسون عندما أنار أول لمبة كهربائية، وجراهم بل عندما أجرى أول مكالمة هاتفية، وغيرهم من علماء العرب والمسلمين في شتى المجالات. لاشك أن الساخرين والتافهين والحاقدين...
هو من يضحكون أولاً، كونهم يستسهلون كل شيء، ولا يفكرون في ما يعطي لحياتهم معنى، ولكنهم في النهاية قد يشعرون بالندم, عندما تبهرهم بانجازاتك, ويؤكد لهم نجاحك المبهر, أن تعب السنين لم يكن مجرد أمرٍ تافهٍ، بل إيماناً بفكرة نمت وترعرعت بداخلك, وخرجت إلى حيز النور بصبرك ويقينك, بأن لكل جهد وتعب قدر من النجاح.
يقول برنارد شو:
«أنت ترى الأشياء وتقول لماذا، لكن أنا أحلم بأشياء لم تتحقق وأقول:
لمَ لا؟» الشخص الجاد هو من يحاول إيجاد حلول للحياة, ومساعدة الآخرين بإسهاماته الفعلية والعملية، وهناك من يأخذ من المجتمع دون أن يقدم شيئاً يذكر، وفي نفس الوقت قد لا تسلم من سخريته وتهكماته بعنترية غريبة.
فمهما صادفك من تحولات جذرية, وانحرافات عبثية, وأحداث قاسية وعديدة لا حصر لها, قد تقع خارج نطاق سيطرتك، وأشياء قد تحول بينك وبين هدفك، فلا تدع ما يلهيك يبعدك عن ما تسعى إليه، قم ببعض التعديلات التي تجعلك تصحح مسارك وتكمل ما بدأت فيه. يقول برتراند راسل: «لا تخش أن تكون مختلفاً في الرأي مع الغير، فكل رأي مقبول في الوقت الحالي كان يوماً مخالفاً لماً هو سائد» إن من يصنع الاختلاف والرُّقي بين البشر هي أشياءٌ تبدو صغيرة ودقيقة جداً، لا يراها إلا القليل من أصحاب النظرة الواعية, والرؤية الثاقبة، وهذا ما يحدث الفارق في الإبداع بين شخصٍ وغيره، وتكون علامة مميزة في حياته وفي حياة البشرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق