اخر الاخبار

اكثر المقالات قراءة هذا الاسبوع

share

اعلان ممول

اعلان ممول

سعادة زائفة..بقلم عصام كرم الطوخي


ما من أحد في هذه الحياة إلا وأخذ نصيبه من التعاسة, والألم والوحدة والقلق, والحيرة والتوتر، وكان رد فعل كل منا مغايراً للحدث الذي أصابه، فهناك من استسلموا لفخ الحزن, واجتروا ألمهم وحكاياتهم، وهناك من
قرروا أن يغيروا من طريقة حياتهم, ويضعوا حداً لما يمرون به فغيروا من طريقة تفكيرهم ورؤية نظرتهم للأحداث.

 فالسعادة تتوقف على ما تفكر فيه, وما قد ينعكس عليك من جراء ذلك، فالتفكير في الأشياء الجيدة والسارة, واتجاهك نحو رؤية السعادة في وجوه من حولك بأعمالك الطيبة، كل ذلك من شأنه يجعلك تستشعر السعادة في أمور ورؤى وفكر جديد لم تعهده من قبل.

من الخطأ الجسيم اللهث وراء أمور وأشياء وهمية, نبدد فيها كل ما نملك بغرض أن نكون سعداء، مع أن السعادة لا تتوقف على شيءٍ بعينه، فمن السهل أن تجلب لنفسك السعادة بأفكار وأفعال قد تبدو بسيطة، يبدو أثرها عظيماً فيما بعد، فلابد أن تؤمن أنك الوحيد مصدر رقي ذاتك, وتطهيرها برقي تفكيرك ونظرتك للحياة.

 ليس كافياً أن تفكر في تحقيق أهدافك وأحلامك لتجلب السعادة، فهناك الكثير ممن وصلوا إلى أهدافهم ورغم ذلك تجدهم تعساء، فاسأل نفسك ما المعنى الذي يعود عليك من تحقيق هدفك؟, فليست كل الأهداف بذات الأهمية التي تحقق لك الشعور بالسعادة، فهناك قلة قليلة من الناس من يتوقفون للحظات للتفكير بهذا المنطق، فاسعى وراء الأفكار والأهداف التي تستشعر قيمتها, ورد فعلها بداخلك ليستشعرها من حولك، فالنجاح والغنى ليست مقياساً للسعادة, بل أحيانا تجدها تلهيك عن أشياء أخرى، كانت ستحقق لك السعادة الغامرة، ولكن نتيجة انشغالنا فقدنا أشياء في الحياة, قد يصعب تعويضها من أجمل أيام عمرنا، وفقدنا معها أغلى الناس في حياتنا ومن الصعب أن تجد لها عوضاً عن ما فقدناه.

 الناس الآن قد تجدهم يتكلمون لغة واحدة, وهي لغة المال وحب الامتلاك، ورغم أنهم يجيدونها إلا أنها لا تجسد السعادة, فبمرور العمر واكتساب التجربة والخبرة, نجد القليل من أصحاب الشعور يدركون أنها كانت سعادة زائفة ووقتية، وكانت محصلتها النهائية الكثير من التعاسة.

لذلك لا تجعل السعادة تتوقف على شيء بعينه، وليكن حب امتلاك المال وتحقيق المزيد من الشهرة والغنى, من الأشياء التي تشتهيها، فمهما حققت, لن تحصل إلا على القليل من المكتوب لك الاستفادة منه، فرزقك بما تنتفع به والباقي تتركه لمن حولك، وقد تنتبه لذلك في أواخر عمرك ولكن قد يكون بعد فوات الأوان. إذا أردت أن تستشعر السعادة الخالصة وتنعم بها، اجعل أي عمل تقوم به خالصا لوجه الله، وأي خطوة تخطوها تسير في اتجاه حب الله سبحانه وتعالى. بقلم/ عصام كرم الطوخي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

...

...