فقال لي وعلي وجهه إبتسامة بسيطة بنظراته الثاقبة الصميمة :- انظري ياحفيدتي الجميلة فماذا يوجد بالخلف هناك؟
قلت له:- لاشيء ثم قال :-
وماذا يوجد أمامك هناك؟ قلت له :- لا شيء فقال لى:- جيد جداً فكل ما جاوبتي عليه ليس ما اقصده من سؤالي فانتي هنا تسرعتي ياصغيرتي في إجابتك وهذا دليل علي قلة خبرتك في هذه الحياة، فانتي ياصغيرتي لم تزني الأمور في إجابتك هذه وسؤالي كان عن تفاصيل الأشياء فيوجد خلفك أشياء كثيرة وأمامك أشياء أكثر ولكن انتي بطبيعتك البريئة وسذاجة تصرفاتك في الحياة جعلتك تظنين أنه لايوجد شيء ونظرتي للأشياء بنظرة العدم ولكنها موجودة بالفعل، انظري خلفك فتوجد منضدة كبيرة وتلفاز وأريكة وشباك وأشياء كثيرة،
تسرعتي انتي وظننتي سؤالي علي أشخاص أو شيء جديد تواجد ولكني أسألك علي الأشياء المتواجدة بالفعل وتفاصيل الأشياء، فهنا ياصغيرتي الحبيبة قصدت أن أعلمك شيء وهو التوازن في الأمور بنظرة ثاقبة وحكيمة وعدم التعجل في أي أمر أو فعل ما،
فسر الحياة الهادئة ياملاكي من هنا وهو التوازن في كل شيء، فلا يطغى شيء على شيء لديكي أو صفة على صفة، فزني بين الصراحة والوقاحة، الطيبة والسذاجة واحذري التلقائية والعفوية، فلا أحد يفهمك بما تقصدينه فمهما كانت نيتك حسنة فلا تسلمي من ظنونهم السيئة، زني بين البساطة والتكلف فاحذري خلق الله في كل شيء وفي كل فعل وتصرف في الحياة، واحذري أيضاً الحكم المطلق علي الأشياء والأشخاص، فكل موقف له حالة بذاتها واحذري التعجل في الإجابات وردود الأفعال والأفعال أيضاً، انظري خلفك وأمامك يمينك ويسارك ومن كل الإتجاهات في أي أمر ما حتى لا تندمين فيما بعد ياصغيرتي وتعيشين حياة هادئة مستقرة مع من يحيطون بك، عرفتي الآن ما هو سر الحياة الهادئة، ألا فهو التوازن في كل شيئاً فحسب . فقلت له بكل راحة وأمان وإمتنان :-
نعم ياجدي الجميل، المثالي الفضيل فالحياة بحر عميق فمن الضروري أن أتعلم السباحة جيداً حتي لا أغرق مع أمواج البحر الكثير، فالبساطة في الحياة لا يفهمها إلا قليل فالتوازن بينها وبين أي أمر ما شيء ضروري وحكيم حتى أعيش عيشة هادئة مع الأخرين، فالصفاء الذي بداخلي لايوجد في كثير منهم ولا أسلم من سوء نواياهم وتحليلهم للأمور الكثير واهتمامهم بالمظهر الخادع الذي ليس له مثيل... فهكذا هي الحياة بحكمة جدي الجميل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق